التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2009

بنت العرب

لم أزرها يوما ما. هي القريبة/ البعيدة. // مطار جديد أصوات تُشبه تلك التي تحكيها قوارب الليل في بلدي. رسائل تأتي بها سمكة هاربة من أسلاك البحر. طفلة تستحم بالرمل والدّم خبر عاجل وأغاني موسمية // غدًا، لنا لقاء من بعيد للمرة الأولى ستكون قريبة حدّ الجسد هُناك في الشاطئ الآخر، عناق منتظر مليون حكاية زغرودة تختنق في صوت امرأة وحصار. وهُنا.. لعنات متكررة لمن مَنع عنّا التفاصيل الصغيرة فقتلنا.

ألياف

لا أحب النهايات كان لي شأنٌ بها أم لا. لا نهاية المخيم الصيفي ولا رحلة دامت أسبوع أو نصف عامٍ في مكان يبعد مسافة 4 ساعات جوًا عن هُنا. لا أحب النزول من الطيارة أثناء إيابها، ولا أن ينتظرني أحد خارج المطار كي يعيدني إلى البيت. لا أحب أن لا يتعمد أحد انتظاري، فلن تكن لي عندها تلك الفرصة الوحيدة لبعثرة كلّ تفاصيل رحلتي بغير مراقبة ذاتية. لا أحب نهايات الروايات؛ مات أو لم يمت البطل، هي نهاية تساؤل دام 340 صفحة وفضول. لا أحب لكأس النبيذ أن ينتهي ولا لليل اجتمع فيه الأصدقاء في بيت أحدهم لا أحب للنهار أن ينتهي من دورتيه ولا للشمس أن تُعلن انتهاء الساعات المحسوبة عليها صيفًا أو شتاءً ولا لقمر ينتهي من مهمته، في تجميل ليل العاشقين لا أحب نهايات الحُب قاتلة كانت، أم سعيدة لا أحب نهاية زيارة أمٍ لابنها الأسير لا نهاية فترة النوم أثر ساعة إيقاظ، صوت ديك الجيران أو تسرب أشعة شمس من شباك نسيتُ أن أغلق ستائره.. ولا صحن يعرق من حرّ ورق العنب المطبوخ. لا أحب انتهاء عمل بطارية هاتفي النقّال حين أنسى شاحنه في البيت/ الغرفة/ الفندق ولا انتهاء الحياة. // لكني أ

الكاميليا الجديدة وصلت إلى الكرمل

عكّا ـــ رشا حلوة لم تغنّ في حيفا منذ تركت القدس وذهبت إلى سويسرا عام 2002. وها هي بعد غد لتقدّم ألبومها «مكان» لجمهورها الفلسطيني المشتاق، في حفلة يحتضنها «أوديتوريوم حيفا» الذي يتّسع لـ1200 مشاهد. الأمسية تنظّمها «جمعية بيت الموسيقى» التي تأسست عام 1999 في شفاعمرو بمبادرة من فنانين وموسيقيّين فلسطينيين. منذ أن أُعلن عن الحفلة على «فايسبوك» في البداية، والأحاديث تتركّز على اللقاء المنتظر بين الفنانة وجمهورها. لهفة كبيرة تراود الناس وسؤال واحد يرددونه: «هل ستغني أغاني فرقة «صابرين»؟» شابة من الجليل قالت: «لا أعرف كاميليا بعد «صابرين»، أنا ذاهبة وفي ذهني أعمال «صابرين». ليست الفرقة وحدها هي التي تهمني، أحب صوت كاميليا، وجرأتها وشخصيتها. وكلّي فضول لأسمع جديدها. لكن كاميليا التي أعرفها هي كاميليا ــــ صابرين»! كانت أعمال فرقة «صابرين» المقدسية التي أسسها الموسيقي سعيد مراد عام 1981، بمثابة جواز سفر للكثير من الفلسطينيين، يعبرون به إلى العالم (هم الممنوعون من السفر) ويحملونه إلى كلّ مكان كصورة تعكس تفاصيل حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال وصولاً إلى يومنا هذا. كثيرون منهم، لا يقدرون تقبل كامي

عشيّة أمسيتها في حيفا: كاميليا جبران، بين الهيبة والاشتياق للقاء جمهورها

P hotographer: Antoine Gresland حاورتها: رشا حلوة تعود إلينا بعد غياب طويل، صوتها يفرض علينا ذاك الشوق القديم كلّ مرة من جديد حين نسمعه. قبل سبع سنوات اختارت لها طريقًا آخر يرافقه الصوت ذاته القادر من جديد أن يجعلنا نحب موسيقى لربما لم نكبر عليها ولم نسمعها في صباحات بلادنا، لكنه بالتأكيد وُلد هنا؛ في عكا، الرامة والقدس، يحكي عنا بأسلوب آخر وينجح من جديد أيضًا بأن يوصل قصصنا إلى أماكن بعيدة. صاحبة هذا الصوت، تعود اليوم لتروي لنا عن "مكانها" الجديد محملةً بالشوق واللهفة لهذا اللقاء. مهرجان "بيت الموسيقى" خريف 2009 يحتفل بالسنوية العاشرة لتأسيس "بيت الموسيقى" ويستضيف فيه لهذا العام واحتفاءً بها أيضًا، الفنانة الفلسطينية كاميليا جبران في كونسرت موسيقي خاص بعنوان "مكان". يقام هذا اللقاء في حيفا يوم 21 تشرين الثاني 2009، إذ تعود إلى الكرمل لتلتقي بنا/به من جديد..ونحنّ بلا شك مثلها، أو أكثر، على عجَل. وُلدت كاميليا جبران في مدينة عكا، لوالدين فلسطينيين من قرية الرامة في الجليل الأعلى. الياس جبران، والد كاميليا، صانع الآلات الموسيقية الأصلية ومُدرس ل

لا يهم

لا أعلم كيف/لماذا أو متى تغيرت علاقتي بالمطر. هل لأن الشتاء أصبح يذكرني بشتاء مضى؟ أم لأن مطر هذا العام جلب معه من يكسر وحدتي؟ لا يهم، ما يهم هو أني أحبّ المطر.

حيثُ يريد "وليد إتيم" أن يكون!

*موسيقيّ من مواليد بيروت، أصل عائلته من كفر ياسيف، بدأت رحلته في جيل 6 سنوات مع "البيلز". عزف مع زياد الرحباني واستضافه في أسطوانته الأولى* حاورته: رشا حلوة وليد إتيم، موسيقي مواليد بيروت عام 1959، لعائلة من قرية كفرياسيف في الجليل/ فلسطين. "و ُ لد جدي في كفرياسيف، ومن ثم انتقل إلى القدس، بعد أن أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت. تزوج في القدس وأنجب خمسة أبناء. أرسلهم عام 1948 إلى بيروت لزيارة بعض الأقارب هناك. أثناء زيارتهم نشبت الحرب ولم يقدروا على العودة إلى القدس، فلحق بهم جدتي وجدتي إلى بيروت، وفقدوا بيتهم في القدس". درس وليد إتيم في الكلية العالمية في بيروت، إلا أنه قبل أن ينهي المرحلة الثانوية بدأت الحرب الأهلية اللبنانية، عندها أرسله والداه إلى بريطانيا كي يكمل دراسته الثانوية ومن ثم إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته العليا في العلوم السياسية حيث حصل على اللقب الأول هناك. علاقته بالموسيقى بدأت في السادسة من عمره، عندما أحضرت والدته اسطوانات لفرقة "البيتلز" العالمية وقد حفظ عندها كلّ أغاني الفرقة. "تخيلي طفلاً يرغب في الا

إرتجال

لأني أعلم، بأن تجليات الأحلام تُترجم بأغنية الصباح الأولى. وفي المساء، عندما يأتي المساء، إما أن تبقى الأغنية ذاتها أو لربما بتوزيع آخر.. أو تتغير..كما الأحلام. عكا 27.10.09

مثلاً..

الأول: إنت شو برجك؟ ميزان ولا عذراء؟ الثاني: عذراء.. // صمت // الثاني: بس ليش إنتو بهالبلد بتسألوا عن أعياد الميلاد والأبراج؟ الأول: مش أحسن ما نسألك عن دينك!؟

احذر/ي..موسيقى أمامك!

*عن فيلم "Checkpoint rock" وجولته الأولى في فلسطين* // رشا حلوة انتهت قبل أسبوع جولة عروض الفيلم Checkpoint Rock ، "حاجز الصخرة"، بعد أن بدأت الجولة في مدينة رام الله، مرورًا بحيفا، عكا وأخيرًا الناصرة. فيلم "حاجز الصخرة" هو من إخراج المغني و المنتج الموسيقي فرمين موجوروزا والمخرج الوثائقي خافير كوركويرا، فيلم يروي قصة شعب وأرض من خلال الموسيقى، من خلال فنانين وفرق فلسطينية من مناطق مختلفة؛ دام، خلص، أمل مرقص، عربيّات، ولّعت، حبيب الدّيك، مثنّى شعبان، شادي العاصي، صابرين، بي.اّر و الثّلاثي جبران. لم تكن جولة العروض عادية، إذ أن طاقم الإنتاج قرر أن يتجول بالفيلم في فترة قصيرة ليشمل مناطق مركزية ومختلفة في فلسطين، مضيفًا إلى برنامج العروض أمسيات فنية وموسيقية تضم معظم الفرق والفنانين المشاركين في الفيلم. افتتحت الجولة في مدينة رام الله بالعرض الأول للفيلم في مسرح القصبة، وتلته أمسية فنية في موقع آخر لكلّ من فرقة "عربيات"، "دام"، "خلص" و فرمين موجورزا وأغنيته الشهيرة "يالله يالله رام الله". // موسيقى لا تضرب الجدران فقط

كان للبرتغال رحلة هُنا..

(رشا حلوة) اختتمتْ يوم السبت الماضي في مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة رحلة موسيقى الفادو التي وصلت من البرتغال إلى حيفا والناصرة، فشاركت في الرحلة الفرقة البرتغالية المكونة من كلاوديا بيكادو- غناء فادو، جوسيه مانويل دوراتي- جيتار برتغالي وبرونو كوستا- جيتار كلاسيكي.على مدار 40 دقيقة، نجحت الفرقة البرتغالية في أن تنقل إلينا كلّ ما حملته موسيقى "الفادو" من قصص، وجوه وتاريخ البرتغال العتيق.. هذه القصص التي بدأت منذ عام 1820 والتزمت للحنين، للفراق وللحزن، لنساء ودعنَ أزواجهن وعشاقهن على شاطئ البحر. إلا أن الفادو بحلته الراهنة اليوم، وبالتجديد الذي مرّ عليه من قبل مغنيات ومغنّي الفادو في هذا العصر، يحمل في طياته أيضًا حالات وجودية أخرى؛ الحب، السعادة، الأمل واللقاء المُجدد. هذا ما قدمته لنا كلاوديا بيكادو وفرقتها في حيفا والناصرة الأسبوع الماضي، أغاني باللغة البرتغالية، وهي لغة غريبة نسبيًا عن الجمهور الفلسطيني، إلا أنه استطاع أن يتواصل مع الموسيقى ومع النبرة التي حملها صوت كلاوديا وآلتا الجيتار؛ البرتغالي والكلاسيكي.. لربما أن هذا الانسجام ما بين الجمهور والفرقة هو شعور باطن

نوتات

الموسيقى، تجلياتُ الأصواتِ جميعِها. عصفور يعكر ساعاتِ النوم أبان وصول الفجر إلينا. متسولٌ يحدث الحياة عزفًا على آلة التشيلو، يبتسم لدقائقِ، لا لأن عابرًا رمى بعض النقود إلى قبعته السوداء، إنما لأن عابرًا وقف قليلاً كي يُصغي إليه. الموسيقى، مكالمة هاتفية لصديقة رمت بها الصدف بعيدًا، فتعود لأن شيئًا ما قد تغيّر.. ..

شَبَه

(رشا حلوة) صدفة جمعتني فيك. أحببتك لأنك تشبهه. هو ذاك البعيد، المباح له بكل شيء على ورقة..تركتها ورحلتْ. لك ذات العنين والأنف ولون الشعر. صوتك لا يشبه صوته..ولا ما وراء العين من روح. كأن حضورك مأخوذ منه.. أو حضوره منك. مسألة ولادة.. لربما التقيتما في مكان ما مضى، لا يعرفه أحد منكما. ولا أنا. اقتربتَ من القلب مسافة اللا اعتراف. للبوح لا مكان بيني وبينك. لأسباب يتقنها الخجل والموقف. إلا أن الوقت قادر أن يحضر الصدف في مكان واحد لتجتمعا من دون أن يعلم أحد عن الصدفة هذه ولا أنا بينك وبينه مسافة كُرسي فارغ كاد أن يكون لي. أنت، تشبهه فقط. وهو، يجلس خلفك..لا يعرف شيئًا عنك ولا أني أراه في عيونك. بيني وبينك.. سلام حار كلّ الموسيقى وابتسامات لا تخشى الهرب.. وبيني وبينه، ذاك البعيد اليوم.. لا شيء، ولا حتى المُسمى "بالسلام".. سوى انشغاله بسيجارة غربية ردت السلام، وكأنها تعرفني أكثر منه. 12 آب 2009 عكا

"ليوا" و "رماز" تشاركان بإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط في عمّان

رشا حلوة "هذا الاحتفاء ليس أمرًا عاديًا بثقافتنا، لكن من الذي قال أن إسماعيل كان عاديًا؟ وهنا علينا أن نتذكر حقيقة حضارية خاصة بفناننا الكبير الذي كان الدور الأعمق في نفسه للموسيقى وللفن، فهو لم يُخرج خطًا أو لونًا من بين أعصاب أصابعه إلا وكان للموسيقى فيه دورها وفي إنجازه الفنيّ. كما كان صاحب المزاج الخاص في العزف على البيانو والأورغ، إضافة إلى تعلقه بالعزف على الأكورديون الذي إغتناه منذ العام 1954 ولا زالت لياليه الخالدة حية في أذهان الأصدقاء الذي عرفوه وشاركوه صالونه الموسيقي إضافة إلى صالونه الفنيّ، وفي الرسم والموسيقى تواصلت الرحلة، رحلة فنان كبير مصحوبة بألوانها الفرحة فوق كل البشاعات من أجل الاستمرار في تهيئة النفوس إذ على هذه الأرض ما يستحق الحياة" بهذه الكلمات افتتح عريف الحفل، مدير مؤسسة فلسطين الدولية، د.أسعد عبد الرحمن، الذكرى الثالثة لرحيل الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط. بدعوة من السيدة تمام الأكحل، زوجة الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط، ومؤسسة فلسطين الدولية وتحت رعاية أمين أمانة عمان الكبرى، عطوفة المهندس عمر المعاني شارك يوم الجمعة الماضي 3 تموز 2009 كلّ م

مشوار

الأول: كيف مروّح على عبلين؟ الثاني: مشي الأول: قديش المسافة من شفاعمرو* لعبلين**؟ الثاني: 7 أغاني * مدينة في الجليل **قرية في الجليل

كنعان وارسام: موسيقى وحرب من صوماليا

رشا حلوة "لستُ سفيراً لصوماليا، أنا أغني لأُخرج الأصوات التي بداخلي، وهذه هي حاجتي الأساسية. تركت الحرب وصوماليا منذ وقت طويل، لكن الحرب لم تتركني حتى الآن". بهذه الكلمات يعبّر مغني الهيب هوب الصومالي- الكندي كنعان K`naan (كنعان وارسام) عن موسيقاه وغنائه. ولد عام 1978 في صوماليا، وفي بدايات الحرب الأهلية الصومالية هاجر والده إلى نيويورك برفقة العديد من الرجال من أجل البحث عن العمل ومساعدة عائلاتهم. في عام 1991 توجهت والدة كنعان، ماريان محمد، إلى سفارة الولايات المتحدة طالبةً ثلاثة تصاريح هجرة إلى نيويورك، لها ولأبنها كنعان وابن أخ زوجها الذي أصبح يتيمًا أثناء الحرب. حصلت على تصريحين فقط. أخذت ابنها كنعان وتركت ابن أخ زوجها مع الأقارب في صوماليا، إلا أنه قُتل بعد فترة قصيرة في الحرب.. عاش كنعان وعائلته في نيويورك فترة قصيرة، ومن ثم انتقل إلى تورنتو-كندا، وسكن في حيّ للصوماليين الكنديين هناك. ومن خلال أغاني الهيب هوب الكندية درس اللغة الانجليزية، وفيما بعد ترك المدرسة في صفه العاشر وبدأ بغناء أغاني "راب" على المنصات الصغيرة. تتميز موسيقى وأغاني كنعان بأنها مزيج من الف

شو بدي أقله يعني؟..

في طريقي إلى محطة الباص (أو اللي عاملة حالها محطة)، يصل الباص كغير عادته قبل موعده بقليل! أوقفه قبل وصولي إلى المحطة، يتوقف سائق الباص (مسموحة بس بالقرى والمدن العربية).. // -مرحبا، شو واصلين بكير اليوم..كيفتا؟ (أسأل سائق الباص مبتسمة) -اليوم يوم الثلاثاء (شو خص؟) -إنت من شفاعمرو؟ -لأ من عكا -بتشتغلي بكوبات حوليم (صندوق المرضى)؟ -لأ، ببيت الموسيقى. -عَ الدقة ونُص يعني؟ -لأ عمي..كل موسيقى هي للدقة ونُص يعني؟ في موسيقى كلاسيكية وجاز وتراث.. - (يُقطعني) شو كلاسيكية ومش كلاسيكية؟ إحنا عرب!

عكا لا تنسى أبناءها، ولا هم ينسونها

رشا حلوة أعود إلى عكا. ست سنوات وأنا بعيدة من قصصها اليومية، أعيش بمعزل عن تفاصيل حياتها صباحاً ومساءً.خلال تلك السنوات، اقتصرت علاقتي بها على نهاية الأسبوع.اليوم أعود إليها نهائياً، محمّلة بكل ما لا تعرفه عني وما لم تعشه معي.أعود ويتملّكني هاجس بأنها لن تغفر لي كيف أدرت ظهري لها ذات يوم. لكنها، كعادتها، تفاجئني، تلك المدينة الحبلى دائماً بالمفاجآت. فاجأتني بخيوط الشمس التي دثّرتني بها يوم عُدت عند الفجر من مكان بعيد. كان في شروقها احتضان لي، بالرغم من أني عُدت بهيئة لا تشبهني، لكنها مدينة لا تعرف التخلي، لكنها مدينة تعرف أبناءها... أدخل إليها من المدخل الشرقي، تنهيدة تسبقني حين أشم نسمة البحر الأولى التي تصدم أنفي البارد.كأنها لوحة فنية أُتقِنَ رسمها قبل عقود كثيرة بألوان غير قابلة للمحو، فبقيت الصورة كما هي بجمالٍ يزداد كلما تعتّق. هكذا نحن، نولد على حافة البحر، فنتقن الحديث معه منذ البداية. نهرب من المدرسة إلى السور الغربي* نبحث عن مكان لا يرانا فيه أحد، أيادينا محملة ببعض الأرغفة الساخنة وعلبة حمّص من «أبو الياس»، نجلس بجوار البحر مسافة انزلاق غير مقصود وغرق لا عودة منه. نبتسم للسم

شويّة أمل

أنا بعكا، وصديقتي لاجئة بلبنان. بتدرس بلندن. لما تكون بلندن بحسّها أقرب. مع إنه بيروت بعيدة ساعتين ونص عن عكا. بالكتير.

محادثة قصيرة جدًا

يتحدثان ليلاً، لا صوت يخيم فوق الأحاديث ولا عيون بضع الكلمات تتحرك من مكانها إلى مكانه عبر الوسائل الحديثة // - يغتالني التعب وقد رحلَ النعاس عني - تهليلة مني ستحملُكَ إلى أول الحلم - سأنهي زجاجة النبيذ وأنام - ربما للنبيذ تهليلة أجمل! رشا حلوة 26 تشرين الثاني 2008

بدون كلمات

اليوم، كان شوي رمادي سافرت من حيفا لعكا، بالتاكسي أكيد. مقدرتش أعرف بالزبط شو هوية الشوفير. يمكن لأنه ما حكى مع الرُكاب يمكن لأنه مصرخش على ولا أي شوفير ويمكن لأنه كان حاطط موسيقي بدون كلمات. // ويمكن لأنه الموسيقى شغلتلي بالي أكتر من أي إشي تاني

حبيت!

مبارح، وأنا بالطريق من حيفا لعكا، بالتاكسي طبعًا.. ومع شوفير تاكسي عربي. // طلعت صبية سمرا بالطريق معنا بالتاكسي، الصبية عكاوية، هيك لاحظت من لهجتها. أول ما ركبت بالتاكسي، مقدرتش تسكت (شكلها اللي بقلبها عَ راس لسانها!) وسألته بنبرة قوية:"إنتِ ليش حاطط أخبار بالعبراني؟ ومرة بتحطوا أغاني بالعبراني؟ شو قصتكو؟" // الشوفير العربي، ضلت أعصابه هادي، وردّ عليها بالردّ المتوقع:"لو إحنا مسافرين من عكا لقرية المكر كُنت بحط أغاني عربي..بس من حيفا لعكا بزبطش!" الصبية السمرا جاوبته بسرعة:"هاد إسمه ضعف شخصية!" // كل واحد بقدر يحط مليون جملة غير اللي قالتها الصبية السمرا، وبتزبط. وأنا ضحكت بقلبي وقتها

من غير ليش

ليش شوفير التاكسي دايمًا متعصبن؟ وليش شوفير التاكسي العربي بحكي مع زميله كمان شوفير تاكسي عربي باللغة العبرية؟ وليش شوفير التاكسي العربي بحط دايمًا موسيقى أو نشرة أخبار بالعبري؟ وليش أنا لما أفوت عَ التاكسي دايمًا بحكي مع الشوفير باللغة العربية؟ وطيب ليش هو بردّ عليّ بالعبري؟وليش شوفير التاكسي اليهودي بحسه دايمًا رايق؟ // طيب ليش أنا متوقعة إشي تاني يعني؟...