التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٤

فيروز ورياض الصالح الحسين، الحياة ثم الحياة

رشا حلوة عرفت فيروز منذ وُلدت، ولا زالت أتعرف إليها كلما ألتقي بأغنية "غير معروفة لها"، مثلما حدث معي قبل فترة في برلين، حين جاءني صديق وسألني: "هل تعرفين هذه الأغنية لفيروز؟"، وقبل أن أجيبه بإجابة الواثقة التي تعرف كل أغاني فيروز، انتظرته حتى يشغل الأغنية، إذ بملامح وجهي المتفاجئة التي تتسع ترمي "إجابة الواثقة التي تعرف كلّ أغاني فيروز" جانبًا، وأقول وأنا سعيدة: "لا! بعرفهاش!".. وبالطبع، وكما يحصل مع كلّ من يلتقي بأغنية جميلة يحبّها، فهي لا تفارقه على مدار فترة طويلة، شهر على الأقل. ترتبط فيروز كثيرًا بوالدي، الذي رحل قبل حوالي نصف عامٍ، ارتباطها فيه لا لأنه أحبّها فقط، بل لأنه اتقن غناء أغانيها، فكانت أغاني فيروز، بصوت والدي، تحتل جزءًا كبيرًا من تهاليل طفولتي.. ومن سهرات حياتنا السعيدة التي جاءت فيما بعد، واستمرت لسنوات عديدة. هذا الارتباط تجسّد بمقولة أخي الصغير، حين كان لا زالاً طفلاً صغيرًا: "فيروز صاحبة بابا." أما الشاعر السوري رياض الصالح الحسين، فتعرفت إليه مؤخرًا. لا أذكر كيف التقيت للمرة الأولى بقصيدة له، لكني أعرف جيدً

رياض الصالح الحسين

في الواحد والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ستصادف الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الشاعر السوري رياض الصالح الحسين (1952- 1982)، من أقرب الشعراء إلى قلبي. شاعر عاش أصم وأبكم، وقال عن الحياة والحبّ والموت أجمل ما قيل، بحساسية لا تشبه حساسية أحد، حساسية تنبع من قلب يدرك جيدًا بأن "الشمس كما يقولون لا تشرق في اليوم مرتين"، وبالتأكيد قال عن الحياة والحبّ والموت أجمل بكثير مِن عديد مَن يسمون أنفسهم "بالشعراء" في هذا العصر، وهم لا يكتبون إلا الثرثرة..  تحية لكَ يا أيها الشاعر الذي لم يتعرف إلى صوتِه يومًا ما، لكن كلمتك كانت خير موسيقى تحمي بعض تفاصيل هذا العالم من صدى الخراب.