التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

وشة عَ الطريق

مرات بحس حالي مثل موجات AM بالراديو اللي بالسيارة. وأنا ماشي بالطريق، ولما بمرق تحت جسر أو نفق بشارع سريع، وبتسكر السما، بسمع وشة مزعجة، بتفصلني عن الأغنية اللي بكون بسمعها، سواء سعيدة أو حزينة أو غير معرفة.. مع إني بكون عارفة إنه الجسر اللي مرقت تحته رح يخلص، وبسرعة، ورح أرجع أشوف السما، وتروح الوشة عن الأثير.. هاد الأثير، ال AM، اللي بشبهني مرات.. ودايماً بكون يلقط محطات، بدون علاقة للجغرافيا. دايماً.

ريمي بندلي: "من يريد أن يغنّي للأطفال، من غير المفروض أن يغنّي لغيرهم"

حاورتها: رشا حلوة يتفق كثيرون اليوم على أن جيل الثمانينات والتسعينات محظوظ إلى حدّ ما، لربما الثمانينات أكثر، وذلك لأسباب عديدة يصبّ جزء كبير منها في التلقي الفنّي والثقافي، أضف إلى أنه الجيل الذي عاش فترة ما قبل وما بعد عصر الإنترنت وألعاب الفيديو، وأنه أيضاً من عاش فترة عمق وقيمة أغاني الأطفال، التي كُتبت ولحنت خصيصاً لأطفال العالم العربي، وكانت قد قدمت جزءاً كبيراً منها، الطفلة اللبنانية ريمي بندلي. تعيش أغاني ريمي بندلي للأطفال حتى يومنا هذا، غنّت من لبنان إلى لبنان وللعالم العربي كلّه، عن ما يعيشه الطفل اللبناني والعربي، عن تفاصيل حياته، عن الوالدين والبيت، عن البلد وفي ظلّ الحروب التي تقتل الطفولة كلّ يوم.. هذه الأغاني، التي احترمت عقل الطفل وروحه ولغته أولاً، لهذا انتشرت ووصلت إلى قلوب الملايين، ولهذا لا زالت حيّة في جيل كاملٍ من الذين كانوا أطفالاً يومها، واليوم يتحسرون على غياب أغاني الأطفال التي كان لها يوماً ما دوراً في بلورة كيانهم وحبّهم لطفولتهم، رغم الألم.  وُلدت ريمي بندلي في الرابع من تمّوز/ يوليو 1979 في طرابلس لبنان، لأسرة موسيقية، أظهرت في سنّ مبكرة موه

العشرون من آب 1957

قبل 7 سنوات، احتفلنا مثل اليوم، العشرين من آب، في عيد ميلادك الخمسين، الذي تزامن مع طقس عُماد إياد (أخي الأصغر)، لم تحب الاحتفالات الكبيرة بأي شيء، ولا بعيد ميلادك، كنت تحب الاحتفالات الصغيرة والمتواضعة. إلا أنك، وفي ذاك العام، وافقت على الاحتفال الكبير وسط العائلة الكبيرة والأصدقاء.. عندها، غنّيت لك هذه الأغنية، "يا أعز وأغلى وأطيب قلب"، أمام الجميع، بلا موسيقى في الخلفية، سوى حبّي. أذكر جيداً كم كنت متأثرة من الغناء، وكيف كنت تنظر إلى وجهي.. وحين انهيت من الغناء، جئت وحضنتني وبكيت كثيراً على كتفك. كان ذلك قبل عام بالضبط من زيارة المرض لك. وكأن المشهد كلّه الآن يبدو لي منطقياً؛ الأغنية، الدموع، الحضن والاحتفال الكبير. وما يبدو لي منطقياً أكثر، بأني أستطيع أن أقول الآن، أني حين كنت أغني الأغنية وحدي في الغرفة، وأتدرب عليها قبل غنائها أمام الجميع، بأني كنت أبدل مقطع الأغنية الرئيسي، من منطلق شعوري بأن الأغنية ستصبح حقيقية أكثر، بهذه الجملة :"يا أعز وأغلى وأطيب أب.."، فأنتما واحد يا أبي، أنتَ والقلب. إشتقتلك كتير. # أبي

ولا مرة..

المشهد ذاته، الأصدقاء يجلسون في غرفة أو حول طاولة في مقهى/ بار ما، يقوم أحدهم بالتوجه نحو النادل لطلب أغنية، يختار عادة أغنية "البحر بيضحك ليه؟". الأصدقاء يستمعون إلى الأغنية ويغنون معها، وعند مقطع واحد ومحدد، ترتفع أصواتهم طبقة إلى الأعلى، هي طبقة ألم عادة، وذلك حين يقول الشيخ إمام: "وجرحنا ولا عمره دبل..". فيرسم أحد الأصدقاء ابتسامة خفيفة، دلالة على تشابه حالة الجميع، دون استثناء، مع هذه الجملة. ودلالة أيضاً، وبرغم أن "الجرح لم يذبل حتى الآن"، على أن بهذه الابتسامة هنالك ثقة ما بأنه "سيذبل يوماً ما، أي الجرح".. الأزمة هي أن داخل كل منا، وداخل كل صديق وصديقة من هؤلاء الأصدقاء، تعيش ثقة ما اليوم بأن "جرحنا ولا عمره رح يدبل".