التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١١

ألوان وموسم واحد

أحمر كالرتيلاء حين تظهر على تفاحتي الحمراء في الصحن المنسي منذ يومين، وتحيك لها بيتًا جديدًا، يأتيني أيلول. مكللاً بخيوطٍ غير متصلة بسابقه، ليغزلَ على جسدي وأطرافه أوشمةً مرئية وأخرى لا. يُحكى عنها حين ينام الخريف المقبل، وتُرمى تفاحتي الحمراء. أصفر لا شيء بيني وبين السماء هنا، كشرنقة أخرج من غرفتي الرمادية، أمشي بحثًا عن بقعة ضوء أبدأ بها نهاري. قهوة تحمل رائحة التراب من هناك، ورائحة الجسد هنا. أحتاجها كل صباح، وبين الساعات المملة. لا وقت لديّ لتحضير القهوة. لكني أجبر نفسي على تحضيرها، كي استعيد الحالات من جديد. لا تزال الأوراق خضراء في هذا المكان، لكنّ اصفرارًا ما بدأ رحلته بالتسلق على سيقان الأشجار الباردة. وبعضٌ قد حرر نفسه منها، ونام على أرصفة الشوارع. الأصفر هنا يرمي بنفسه على الطرقات وبين البيوت ولا يدفئ أحدًا. سيأتي البياض بعد قليل، ليبعثر نفسه في كل زاوية لا تحمل لونه. بردٌ. وأنا أبحث عن بقعة ضوء صفراء، ليست على الأرض. لكنها هناك وهنا، تلوّن حبات الهال المعدودة في القهوة الأولى، وتدفئ هذا الجسد الذي رمى بقشرته عند أول الطريق.

خيرُ جليسة

أعرفها، فهي تسكنني منذ وقت أذكره. تأتيني كلّ مرة وكأنها عائدة من معركة جديدة منتصرة. تحسبَني سريرها الذي ترمي عليه أتعاب بطولاتها الجميلة. صديقتي هي، أعترف. منها تعلمتُ كيف ينادي العصفور الصغير أمه حين يجوع. هي التي احتكرت وظائف سائقي الباصات، القطارات وسيارات الأجرة، فأوصلتني يوميًا إلى أمكنة محددة وأخرى تلقائية..فأنا بلا رخصة سياقة ومثلهم هي تجيد تهيئة الفضاء للغرق تفكيرًا. أعترف أيضًا بأن مواعيدها سيئة بإحكام. وأكثرها بشاعةً حضورها عندما تنتهي زجاجة النبيذ الأحمر في الشتاء. أكره زياراتها الطويلة. وأكره أن أشارك أحد سريري بغير استراحات. أكذب عليها/ على نفسي أحيانًا كي تبتعد عني. أنجح. أتحرر منها. يأتي بعدها/بعد الكذبة من يحاورني ساعات الصباح الأولى، حوار يتماشى مع الأغنية التي نختارها برفقة فنجانيّ قهوة يُستخدما لأول مرة. تمرّ الشهور/ الأيام أو الساعات. أشتاق لصديقتي. فقد نعتاد بشاعةً أحيانًا/ غالبًا على الوحدة. تشرين الثاني/ نوفمبر 2009

قصص للحريّة

نصل أنا وصديقتي إلى المقاطعة فور وصول بعض الأسرى المحررين إلى مدينة رام الله، مجموعة من الشبان يركضون باتجاه موقع الحدث. أصدقاء نلتقي بهم صدفة في الطريق يخبرونا بأن لا إمكانية لدخول الساحة المركزية. لكن هذا لا يثنينا عن المحاولة. وصلنا إلى مكان تجمع فيها كميات هائلة من الناس، يحلمون الأعلام الحزبية المختلفة: الازدحام على مدخل الساحة يمنعنا من الدخول. صديقتي تقترح أن نذهب إلى بناية قريبة تطل على مركز الحدث. وصلنا إلى هناك وصعدنا إلى سطح البناية: الكادر الكامل. الصورة واضحة، على المنصة تجتمع بعض القيادات الفلسطينية تلقي خطاباتها وبجانبها الأسرى المحررين، الناس مجتمعة في الساحة والبعض الآخر لا زال ينتظر فرصته بالدخول- لا أعلم لما كلّ هذه الزحمة، فقد كان قسم من الساحة فارغ، والساحة تتسع للجميع. على باب المقاطعة، في زاوية ما هنالك كومة أكياس نايلون.. نتساءل أنا وصديقتي عن هذه الأكياس.. ما هي؟ هي بالتأكيد أغراض وحاجيات الأسرى التي أحضروها معهم من خلف القضبان. عين على المنصة، وعين على الأكياس، عين على الأسرى المحمولين على أكتاف ذويهم وأصدقائهم وعين على الأكياس، عين على مسيرة تنطلق، كلّ مجموعة

هنا «صوت الشعب».. هنا حيفا وعكا

رشا حلوة مجدداً، بات بإمكان الفتاة الفلسطينية، ابنة عكّا، أن تستمع إلى إذاعة «صوت الشعب» اللبنانية، عبر الإنترنت، على الرغم من أن الموقع الالكتروني الذي يؤمن بثها ليس موقع الإذاعة الرسميّ، إلا أنه موقعٌ جعل «صوت الشعب» متوفرة لمن يشتهي الاستماع إليها، في كلّ مكان . قبل أن يصبح بثّ الإذاعة متوفراً عبر الانترنت، كانت الإمكانية الوحيدة المتاحة للاستماع إليها، في عكّا، هي بالعمل الدقيق على توجيه اللاقط الهوائي الخاص بجهاز الراديو بإتجاه الشمال. وفي أيام الشتاء، توجّب على الريح أن تتجه نحو الجنوب، كي ننجح بالاستماع إلى الإذاعة بوضوح. أما في أيام الصيف فكنا أكثر حظاً.. نلتقط البث وكأنه آت من بيت الجيران . قبل دخولنا عالم الإنترنت، وما رافقه من سهولة الوصول إلى موسيقى الوطن العربي وأغانيه، كانت «صوت الشعب» هي الملجأ. كثيرون منا تعرّفوا إلى فرق وفنانين لبنانيين من خلال الإذاعة. كثيرون منا جلسوا ربما لساعات بإنتظار بث أغانيهم المفضلة، كأغنية نديم مُحسن مثلاً. وكثيرون انتظروا موعد بثّ مسرحيات زياد الرحباني، خاصة تلك التي تعذّر الحصول عليها، إن في شريط أو إسطوانة. كثيرون تعرّفوا إلى ميّ نصر

جائعون للحريّة

إنطلق اليوم السبت 8\10\2011 الإضراب المفتوح عن الطعام والاعتصام في حيفا تضامناً مع الحركة الأسيرة والذي بادرت اليه مجموعة من الشابّات والشباب من داخل فلسطين المحتلة. تهدف هذه الخطوة إلى إعلان الدعم الكامل لمطالب الحركة الأسيرة، وأولها الحرية الكاملة من الأسر. وكذلك إلى رفع الوعي وتجنيد الدعم الجماهيري والمؤسساتي إلى نضال الأسرى ومعاناتهم، وتشكيل أرضية صادقة لانطلاق الاحتجاج الشعبي العنيد والمُلحّ ضد الاحتلال وسجونه. رابط الحملة على موقع "الفيسبوك": http://tiny.cc/cgpzm

Palestine: Blogger Rasha Hilwi Not Welcome in Tunisia

Global Voices has interviewed me, asked me about blogging, my work, and me feelings at not being allowed to attend the the 3rd Arab Bloggers meeting. Writing by: Ayesha Saldanha Arabic and English: http://globalvoicesonline.org/2011/10/06/palestine-blogger-rasha-hilwi-not-welcome-in-tunisia/ Arabic and French: Translated by: Suzanne Lehn http://fr.globalvoicesonline.org/2011/10/07/83086/

صفورية تعيش في القصيدة

صفورية رشا حلوة ثنائية الألم والأمل ظهرت كثيراً في قصائد طه محمد علي وقصصه. ثنائية كأنها تحصل على أرض قريته المهجرة التي سرقها الاحتلال. كانت صفورية البداية، تبدأ منها القصيدة وتنتهي عندها. هي التي جعلته شاعراً كما قال يوماً: «صفورية، هي من صنعتني شاعراً». كان يزورها بعدما هجّرته قوات الاحتلال عام 1948 منها إلى لبنان، ثم عاد إلى فلسطين على أمل أن يعود إلى بيته الذي هُدم ولم يبقَ منه إلا الأرض الذي كان عليها. لكنّه لم يستطع أن يزورها في سنواته الأخيرة. كانت زيارتها تسبّب له الألم، كأنه كان يشعر بأنه لن يعود إليها قريباً، فبقيت تعيش في قصائده ويعيش هو فيها من خلال كلماته وذكرياته. قبل عام، زاره أصدقاء في بيته بهدف إجراء مقابلة صحافية، لم تُجرَ المقابلة، فحالته الصحية لم تسمح له بالكلام. جلس الأصدقاء وتحدثوا إلى زوجته «أم نزار» بينما كان جالساً معهم لا يلتفت إلى شيء... إلا حين ذكرت صديقة اسم «صفورية». التفت إليهم كي يستمع إلى ما سيروونه عنها. لكن ماذا سيقولون عنها؟ هو الذي يعرف تفاصيل حكايتها كلّها. ما كنّا يوماً سنعرف صفورية كما عرفناها منه ومن كلماته. وما كنّا سنعرف المكان تماماً حين زر

"سنلتقي غداً على أرضك أختك فلسطين"

في بيتي في عكّا، أتابع أحداث أيام مؤتمر "المدونون العرب" الثالث في تونس، والذي أفتتح يوم أمس الأحد ويستمر لغاية الخميس المقبل. أتابع الأحداث "أون لاين" من خلال موقع "التوتير".. أمر عاديّ تماماً، لكن هذه المرة، دون المرات السابقة توقعت أن أكون شريكة فيه ومع أصدقائي المدونين العرب هُناك. لأسباب غير معروفة حتى الآن، وصراحة، لا أعلم لماذا هي غير معروفة! مُنعت أنا و12 مدون ومدونة فلسطينيين (من عكّا، الناصرة، حيفا، أم الفحم، غزة، رام الله والقدس) من الذهاب إلى تونس والمشاركة في المؤتمر.. وذلك لأن تأشيرات دخولنا رُفضت، بالرغم من إلتزامنا الكامل بالأوراق والمواعيد. كان يجب أن نشارك أصدقائنا العرب بأيام المؤتمر، لنتشارك الخبرات ونلقي نظرة قريبة وبعيداً عن الشاشات على تجربة كلّ مدون ومدونة، ونعطي فرصة لأصدقائنا المدونين بإلقاء نظرة عن قرب لكلّ ما يحدث في فلسطين التاريخية.. أو ببساطة، لمجرد الإلتقاء.. الحق الإنساني الأول. ربما، أصبح من غير المهم الآن ما هي الأسباب، وبعيد عن البكائيات، هذا الرفض موجع، لأن منذ 18 كانون الأول/ ديسمبر أعتقدنا، ولا زلنا نعتقد، أن ال