التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

ماذا وجدت وسط الكارثة

رشا حلوة في بحثي المستمر، الرسمي وغير الرسمي، ذلك الذي أخصص له مساحة مباشرة في كتاباتي وعملي الصحفي، أو بين السطور، عن كيف تحملنا الكوارث؛ تلك السياسية والاجتماعية وحتى الشخصية إلى طرق بإمكاننا أحياناً، بعد سنوات أو أشهر أو أيام، أن نرى شيئاً مضيئاً فيها، أو ليس بالضرورة أن يكون مضيئاً، لكن على الأقل أن نلمس فيها معنى ما، أي معنى - في بحثي هذا، التقي بغرباء، أصدقاء وعائلة، أكتب من حواراتي معهم/ن القليل على ورق، أقصد اللاب توب، وأكثر أحملها معرفة وحكمة للحياة، أحياناً لا أشاركها مع أحد. اليوم، وأنا أنظر إلى سنوات من الكتابة، حفرت - وما زلت - في تاريخ عائلتي وبلدي وناسي في فلسطين، تحدثت إلى صديقات وأصدقاء فُرض عليهم/ن مغادرة أوطانهم/ن، في سوريا أو مصر أو تونس أو إيران، التقيتهم/ن افتراضياً أو حقيقة في برلين، البلد الذي قررت الاستقرار فيه بعد فلسطين. عرفت قصصاً لم أكن لأعرف بوجودها لو لم تحدث هذه اللقاءات، التي كان للصدفة مساحة فيها أيضاً. وفي جميعهم، وفي وسط الحزن والكارثة التي تحملها القصص، كان معنى ما، حسب الرواة، وكان المعنى هو ما يضيء. وليس في قصتي هذه أي "كليشيه". انتقلت
آخر المشاركات

عن أمنيات العام الجديد بأن يكون حنوناً

عكّا، كانون الثاني/ يناير 2020 حَنَّ: (فعل) حنَّ / حنَّ إلى / حنَّ لـ / حَنَّ على ، حنَنْتُ ، يحِنّ ، احْنِنْ / حِنّ ، حنينًا ، فهو حانّ ، والمفعول محنون إليه حَنَّ العُودُ: صَوَّتَ عِنْدَ النَّقْرِ حَنَّتِ النَّاقَةُ: أَحْدَثَتْ صَوْتاً وَهِيَ تَمُدُّ عُنُقَهَا شَوْقاً إلَى وَلَدِهَا حَنَّنَ: (فعل) حنَّنَ / حنَّنَ على / حنَّنَ عن يُحنِّن، تحنينًا، فهو مُحنِّن، والمفعول مُحنَّن حَنَّنَ الشَّجَرُ: أَخْرَجَ نَوْرَهُ حنَّن فلانًا / حنَّن فلانًا عليه: أثار رأفتَه واستدرَّ شفَقَتَه حنَّن قلبَ أبيه، حنَّن عليه: عطَف وأشفق عليه *** أحبّ الفعل "حنَّ". أحبّ من يسمح للحنيّة أن تكون أكثر صفاته ظاهرة. أحبّ المرأة الحنون، وأنجذب كثيراً للرجل الحنون. لطالما شعرت أن الحنّية قوة ورحمة أيضاً. كانت جدتي سلمى تقول، لو رأتنا نرمي غرضاً ترغب بأن تحتفظ به - مثلاً: "حنّ عليه يا ستّي". الكثير من العطف والشفقة في الحنية، لكنها ليست ضعفاً، ولا يرى مانح الحنية بأن المحنون إليه ضحية. الحنية هي ملجأنا من القسوة المتواصلة، والتي لربما ستزداد مع الأيام. الحنية لا

سيناريوهات

by  Jacky Gerritsen بالأمس، قبل أن أراك، كان سيناريو اللقاء جاهزاً بذاته، هيك لحاله. فأنت تعلم، أن سيناريوهات لقاء من نحبّ، أقوى مننا. تماماً، كما الفكرة عن الموت، أقوى من حقيقته. هذا مع الإدراك التامّ أن السيناريو في 90% منه، لن يتحقق. سيتحقق اللقاء بك فقط، هذا ما وعدت به عندما تحدثنا قبل وصولي. لم أكن أتوقّع أن أراك عندما أخرج من المرحاض أصلاً. كنت واقفاً، زحماناً كثيراً، ترتدي جاكيتاً أحمر اللون وتي شيرت أزرق. عندما سألتك عن اختيارك للألوان في مدينة رمادية كهذه، كل من فيها يرتدي "الأسود"، أجبتني: "قررت أن أرتدي اللون الأزرق اليوم". قلتها مبتسماً وبلا أسباب "عميقة" أخرى. بالعودة إلى السيناريو، هذا محور القصّة الأهم. أردت أن أركض إليك، برجلي التي تؤلمني، أحضنك حضناً قديماً، وأبوح بكل ما يُتعب روحي، تزامناً مع "اليوم العالمي للصحّة النفسية". هيك، نحن نحبّ المناسبات. أردت أن أخبرك عن أصدقائي المعتقلين لدى النظام المصري، عن صديقتي التي تبكي أحبابها في شمال سوريا منذ أن شنّ أردوغان وعصابته الحرب على أهلها، وأردت أن أخبرك عن وجع ق

"فوكس" بار، عفويّة الثقافة الإيطاليّة في برلين

برلين – رشا حلوة بالقرب من محطّة "هرمان بلاتس" في حيّ "نويكولن" البرلينيّ، وفي شارع فرعيّ تصل نهايته إلى النهر، هناك بار صغير يحمل الاسم "فوكس"، شبابيكه الكبيرة على الشّارع، التي تطلّ منها تفاصيل البار؛ كراسيه وكنباته القديمة، إضاءته الخفيفة، الشموع، ولون الحيطان الأخضر، كلّها محفزة لزيارة الجوّ "البيتوتيّ" هذا. بالإضافة إلى جوّه الحميميّ، زيارة البار منوطة بالاستماع دومًا إلى موسيقى خاصّة من كلّ العالم، مع تسليط ضوء على الموسيقى الإيطاليّة. نسمّيه البار الإيطاليّ، ليس بسبب الموسيقى فقط، إنّما بالأساس لأن صاحب البار هو إيطاليّ الهويّة، كما أنّ معظم العاملين والعاملات في البار جاءوا من مناطق مختلفة في إيطاليا إلى برلين، كما أن جمهوره في غالبيته من الإيطاليّين/ات الذين يعيشون في المدينة، واللغة الإيطاليّة حاضرة دومًا. صاحب البار اسمه ماسيمو فينكو، مواليد العام 1979 في فيرونا الإيطاليّة، هو فنان وموسيقيّ وكاتب أغاني، وصل إلى برلين في العام 2006 للعمل كفنان، وبموازاة ذلك عمل عندها في وظائف عديدة، تنظيف مواعين في المطاعم ومن ثم طباخًا، وك

مشاهد من الأرض

المشهد الأوّل : الأجواء ربيعيّة، أطفال يركبون السّيارة مع جدّهم، والد أبيهم، يسمعون صوته وهو يقود سيارته، ويرون منه فقط شيب شعره. صوت الراديو المنخفض في الخلفية، والأطفال يستمعون إلى جملة كررها جدّهم كلما كانوا معه في السّيارة: "كلما بتشوفوا شجر صبر، اعرفوا إنه هون كان في قرية فلسطينيّة، تهجّروا أهلها ". المشهد الثّاني : تذهب مع ورقة في يدها بخط طفلة إلى أبيها الجالس على كنبته في صالون البيت. "بدي أقرألك قصيدة"، قالت له، "قصيدة عن الأرض"، تابعت. ثم قرر والدها أن ينشر "قصيدتها الأولى" في إحدى الجرائد. اليوم، أصبحت الطفلة في الثلاثين من عمرها، ولا زالت ورقة الجريدة الأصليّة موجودة، ومنها نسخ كان قد صورها جدّها، ليتسنى لكل من يحبّ أن يحتفظ بها . المشهد الثّالث : جدّها، والد أمها، يعود إلى قريته المهجّرة، إلى أرضه الأولى، ميتًا في تابوت . المشهد الرّابع : أعلام مرفوعة، هتافات، وجوه مألوفة وجديدة. تعود إلى البيت، لتخبر والدها الذي أتعبه المرض، عن الأمل . المشهد الخامس : تزور قبر والدها، لترى الحقيقة من جديد. وتقول للتراب: أصبح

عن متحف "أم كلثوم" في القاهرة: يُعرف المرء في عصره، بحبّ الناس فقط

القاهرة – رشا حلوة زرت القاهرة مرات عديدة، وزياراتها كانت طوال الوقت عبارة عن مطلّ على الحياة فيها، وخاصة حياة ناسها، لإيماني أن المدينة هي "حاجات كتيرة" ممزوجة بتفاصيل سكانها. كانت زيارتي لمواقع تاريخيّة وأثريّة مرافقة بكثافة للزيارة الأولى مع عائلتي في العام 1995، ومن بعدها، كانت الشّوارع، قصص الناس وأحاديثهم، المقاهي والبيوت، بمثابة شبابيك واسعة لمعرفتي عن هذا البلد. خلال زيارتي هذه إلى القاهرة في ربيع العام 2014، قررت أن أذهب إلى متحف "أم كلثوم"، الموجود في شارع "الملك الصالح" وفي جزيرة "المنيل روضة" في النيل، والمتحف هو أحد مباني "قصر المانسترلي" ، والمنطقة معروفة أيضًا بإسم "المقياس"، لوجود مقياس النيل الشهير، حيث كان يُستخدم لقياس منسوب نهر النيل. مساحة المتحف هي عبارة عن 250 مترًا، وكانت قد فتحت أبوابه وزارة الثقافة المصريّة في عام 1998، على أن يكون متحفًا "يليق بعطائها، يحمل اسمها الخالد، ليصبح منارة إشعاع فنّيّة وثقافيّة". قاعات المتحف ومضمونها في المتحف، ثلاث قاعات أساسيّة، الأولى هي التي ت

RASHA HILWI: ART, AS A LIFESTYLE

In Arabic we have the expression »he/she is an artist in his/her work,« ( فنّان/ة بشُغله/ا ) and we use it to describe how we evaluate people in their different jobs. He could be a fisherman; she could be a flower seller. Any job could fit this expression, but the one common thing is that people, the customers, decide if the person is an »artist« in his or her job or not. It’s always a question of who decides who is an artist. Is the one who decides the working person him- or herself, or the recipient of the product? And the product can be food, goods, idea, articles, or  music. I guess that an important and basic element of making an artistic product is that its maker is doing or creating it with enjoyment. We can also add love, although maybe a poem could be written from feelings of hate or be a story of betrayal, but even then the poet could write the poem with love. In love not with the feelings or the story/background of the poem, but with the writing proces