رشا حلوة تشكّل الكوفية الفلسطينية (البيضاء والسوداء) الرمز الأقوى والأعمق للفلسطينيين وتاريخهم النضاليّ، ورغم التغييرات التاريخية منذ الاحتلال العام 1948 ولغاية يومنا هذا، ظلّت الكوفية أو الحطّة أحد الرموز الموحدة للشعب الفلسطيني، مع العلم وشجرة الزيتون. فكثيراً ما يحدث، ونحن نسير صباحاً إلى أعمالنا في يومٍ عادي، أن نلمح من بعيد شاباً يلف رقبته بكوفية فلسطينية. وقد يكون ذاهباً إلى عمله أيضاً أو يتمشّى في شوارع حيفا صباحاً لاحتساء فنجان قهوة مع أصدقائه. وربّما لا يهمنا السبب، وجوده فقط يشعرنا بالأمان ويغيظ المحتلين. مُجرد السير في شارع حيفاوي أو عكاوي بالحطّة، هو أحد أشكال المقاومة، كالبقاء والوجود. في فيلمه "بثّ 65" الصادر قبل 48 ساعة من إحياء الذكرى الخامسة والستين للنكبة، يظهر وسيم خير ماشياً أو راكضاً، لكنه ثابت في المكان نفسه، لا يتحرك. حركته الوحيدة، تلاعب في شكل "الحطّة" على مدار الدقائق الخمس تقريباً (مدة الفيلم). يبدأ الفيلم والحطّة على رأس خير، على طريقة الفلاحين، دلالة على المجتمع الزراعي الذي عاشته غالبية الفلسطينيين. من ثم يغير موقع الحطّة...