التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2013

من ميناء عكّا إلى شاطئ إسكندرية، إلى علي شعث..

علي شعث ورنوة يحيى رشا حلوة المشهد الأول مايو 2012. بار في فندق. المجموعات الأولى للمشاركين وصلت إلى شرم الشيخ. الليلة الأولى؛ فعاليات أغان ورقص بوتيرة متصاعدة إلى أن وصلت قمتها عند الواحدة صباحاً. علي يمسك في يده دربكة ونغني معه أغاني وردة الجزائرية. نغني ونرقص ونضحك. المشاركون القادمون من تونس تأخروا في مطار القاهرة. ساد قلق بأن لا يصلوا عند بداية المؤتمر أو القلق الأكبر يكمن باحتمال إعادتهم إلى تونس. الأغاني مستمرة؛ فلسطينيون ومصريون وسوريون ولبنانيون وأردنيون. انتهت فقرة أغاني وردة. انتقلنا إلى أغاني محمد منير. المشهد الثاني فور رحيل علي بحثت في الملفات القديمة ووجدت من هذه الليلة مقطعاً مصوراً ًقصيراً يوثق لثوانٍ معدودة علي حين كان يغني: "آه يا لا لا لي.. يا بو العيون السود يا خلي". المشهد الثالث في صباح اليوم الثاني لحلقة الأغاني والرقص في شرم الشيخ، استيقظنا على خبر رحيل وردة الجزائرية. المشهد الرابع في الليلة الثانية للمؤتمر، عند منتصف الليل، كان قد وقع اختيار شاطئ البحر أن يضم سهرتنا هذه المرة. كنا نختار سهراتنا كلّ ليلة في مكان مخت

وهبنا عمرنا للأمل

رشا حلوة من فلسطين خرجنا مجموعة لا تقل عن 120 شخصاً، قاصدين القاهرة لحضور حفل زياد الرحباني في آذار/ مارس 2010. القاهرة وزياد الرحباني، كلاهما أسباب عديدة للفرح.. كانت الزيارة عبارة عن أربع أيام سريعة. كيف يعيش الإنسان أربع أيام في القاهرة فقط؟ وفي داخله كلّ الشغف لرؤية كلّ شيء. أنا عن نفسي، لم أذهب لزيارة الأهرامات، كنت قد زرتها وأنا في الحادية عشر من عمري، بلا ذكريات صافية منها. لكني فضلت زيارة تفاصيل حياة الناس؛ الشوارع، المقاهي، البيوت.. وجوه القاهرة، خلال أربع أيام. لكن، بين كلّ هذا كيف لن ألتقي "حبيب الشعب" أحمد فؤاد نجم؟ لم تأخذ مسألة ترتيب الزيارة العديد من الوقت، بمساعدة وتنسيق صديق مصري استطعنا أن نرتب لزيارة العمّ نجم. وبسبب ضيق الوقت والسرعة، أبلغت مجموعة صغيرة من الأصدقاء الفلسطينيين نيتنا بزيارة الشاعر. وصل عددنا إلى ثلاثين، ركبنا سيارات أجرة وكانت بوصلتنا "المقطم". مشاعر مركبة عديدة. القاهرة، سرعة تحقق الحلم، سألتقي بالعمّ نجم لأول مرة. ياه! ماذا يقول الطالب لمعلمه في بيته؟ أي كلمات سيستخدم كي يقول لإستاذه المصري:"علمتنا حبّ البلاد&quo

من رام الله إلى يافا... فلسطين ارتدت ثوب الحداد

رشا حلوة عكا |  لمحبيه من أبناء الأرض المحتلة وبناتها علاقة خاصة مع «النجم». والأهمّ أنّ حبّ الناس له لم يكن يوماً موسمياً، وكلماته لم تكن متعلقة بفترة زمنية وإنسانية محددة، بل هي حية منذ لحظة كتابتها حتى يومنا هذا. وبذلك، استطاع كشاعر أن يجعل الكلمة السياسية بمثابة سرد وجودي غير متعلق بزمكانية ما؛ فهي تحكي عن انتفاضة الخبز عام 1977، وتحكي عن ثورة «25 يناير» بالضبط. وحين قال: «وكلّ يوم في حبّك تزيد الممنوعات/ وكلّ يوم بحبّك أكثر من اللي فات»، كان يخاطب مصر، ولكنّ حبّه لـ«بهية» لم يختلف عن الحبّ لفلسطين ولم يحتج إلى كلمات أخرى للتعبير عنه. قبل فترة قصيرة، انتشرت شائعة مفادها أنّ «الفاجومي» ينوي زيارة الضفة الغربية، وجرى تداولها على أنها خبر مؤكد مرفق بالعتب والمزايدات. لكن بعد يومين على الشائعة، نشرت ابنة الشاعر نوارة نجم «ستاتوس» عبر الفايسبوك نفت فيه الخبر، مؤكدة أنّ والدها صرح مراراً بأنه لن يزور فلسطين إلا بعد التحرير. لم تغب فلسطين عن كلمته وحياته، ولم يفقد الأمل يوماً بأن التحرّر من الاحتلال آتٍ لا محالة، هو الذي قال بعد انتصار ثورة «25 يناير»: «يا إخوانا

8:30 صباحاً بتوقيت القدس

القدس | بعدسة: أريج مواسي من كم يوم، الصبح، وبالطريق من القدس لرام الله، ركبت باص صغير، وبالقدس طلعت ست ختيارة وإجت قعدت حدي. بداية الحوار معي كان إنها سألتني قديش أخد منها شوفير الباص، وبلشت أعد معها المصاري وبالآخر اكتشفنا قديش أخد. المهم، سألتني بعدين: على علمك الأواعي الشتوية نزلت في رام الله؟ (تقصد نزلت على الدكاكين). قلتلها: مفروض، بما إنه صرنا بتشرين. عملياً هاي الجملة آخر إشي مفيد قلتلها إياه، ومن بعدها كل الوقت بهز براسي وببتسم.. وإليكم/ن مونولج الختيارة: - معرفتش شو ألبس الصبح، لأنه الطقس مش مفهوم. مع إنه المنطقة اللي ساكنين فيها بالقدس هي أدفى منطقة. بس هياكي، لابسة شتوي (تبتسم). بتعرفي أختي؟ (قلتلها لا). أختي (فلانة الفلان- الإسم محفوظ في ملف التحرير) هي علم من معالم القدس. كيف بتعرفيهاش؟ شكلك مش من عنا صح؟ " آه ولا"، جاوبتها:"آه من هون بس من عكّا". وقالتلي:"يااااااااه عكا..". صمت. وكملت:"أنا بعرفش والله شو بجيب عرب إسرائيل لهون. بس أنا بحبش السمك الصراحة. بحس لما أجيبه على البيت بتصير ريحة البيت زنخة. بس قالولي إنه إ

قصتي مع فيروز

في العام 2007، أقامت فيروز حفلين في عمّان. كنتُ في زيارة هناك آنذاك، لكني لم أذهب إلى أي منهما؛ صراحة لا أذكر اليوم تماماً الأسباب التي كانت أقوى من أن تجعلني أحضر حفلة لفيروز، لكني أذكر بأن تذكرة الحفلة كانت أكثر مما يتحملها مصروف طالبة جامعية تعمل وتدرس. المهم، بعد أن انتهت حفلتها الأولى، هاتفتني صديقة فلسطينية ذهبت لحضور الحفل، وأخبرتني أن فيروز في طريقها إلى فندق فلان (لا أذكر إسم الفندق الآن  ولا هو محفوظ في ملف التحرير)، وطلبت أن أسبقها هي وصديقاتها إلى هناك كي نرى فيروز! أذكر بأنها هاتفتني أثناء ركوبي تاكسي بعد سهرة مع أصدقاء، لكني على الفور طلبت من السائق بأن يأخذني إلى فندق فلان الفلاني. وصلت قبل صديقتي وصديقاتها. لم يتبقى معي رصيد في هاتفي النقال لإبلاغها بوصولي. فانتظرت مدة 45 دقيقة عند باب الفندق. بعد 45 دقيقة، وصل عدد من السيارات إلى الموقف. وعدد كبير من رجال الأمن أحاط إحدى السيارات، ومنها خرجت إمرأة قصيرة القامة ترتدي جاكيت باللون البُني المحروق ونظارات شمس (بالرغم من أن الوقت كان بعد منتصف الليل). على الفور أدركت أن هذه المرأة هي السيدة فيروز (لم يكن الأمر يحتاج إلى

يا لا يا لا يا لا يا لا يا لا لا لي..

"زعزوعة فين بواجيرك؟ فين حللك؟ فين مواجيرك؟ أنا رايح زاوية أبو شوال بدل الجامع والزحمة على بال الخطبة ما تتقال تكوني انتي طبختى اللحمة وهجيب لك حاجة تحلي يا لا يا لا يا لا يا لا يا لا لا لي.." كلمات: صلاح جاهين ألحان: سيد مكاوي

بخاف على عكّا

بحر عكّا وصياد صغير | أيلول 2013 رشا حلوة عكّا -  بفكر إني متذكرة المرات اللي زرت فيها يافا. وهاد إشي مش حلو، لأنه هاد معناه إني زرتها مرات قليلة. مع إني بحبّها كتير! وقريبة من مدينتي عكّا ... يعني يا دوب ساعة يوخد الطريق بالقطار. بس برضه، دايماً عندي شعور إني مقصرة في حقها. مع إنها الأقرب إلى عكّا؛ بالروح والشكل وريحة البحر. وأنا بحبّ كلّ مدينة بحرية، وين ما كانت، كم بالحري الأكثرهن حزناً؟ لما بزور يافا، بحس إنو قلبي بيدق من الشوق والخوف. الشوق طبيعي. بس الخوف بيزيد كلّ مرة. لأني كلّ ما أزور يافا، بخاف على عكّا أكثر. احتلال يافا كان احتلال موجّه في قتل الإنسان قبل الأرض. وهيه هيك. كأنها مثل البير الناشف، لسه موجود وجميل بحجارته وتفاصيله البصرية، بس وين الميّ؟ لما بتمرقي جنب البير، أول إشي بتعمليه هو إنك بتدوري على حجر بمحيطه عشان ترميه وتفحصي إذا في ميّ، إذا فاضي بتسمعي صوت ضربة الحجر بالأرض، وإذا مليان بتسمع صوت مثل الأصوات اللي بتردّ الروح. والبير الناشف بيضلّو يستنّى ليجي المطر. ويافا هيك ... أجمل ما يكون، بس دايماً على وجع الانتظار، وجهها باتجاه البحر، كأن

إبراهيم نصر الله: كلّ سفر في حياة الفلسطيني فيه لسعة المنفى

حاورته: رشا حلوة يرتبط اسمه دوماً في تفسيره لمفهوم أو حالة ما يُسمى بـ "روح العالم"، والذي تحدث عنها في الصفحات الأولى من "السيرة الطائرة- أقل من عدو أكثر من صديق"، كمقدمة لسيرة تحمل بين صفحاتها قصص السفر والإنسان والكتابة. في روايتي (طيور الحذر)، كتبت عن أمي وأبي وأصدقائي وتعلقي بالطيور وعن المخيم الذي تحول من خيمة إلى بيوت إسمنتية، وتحول إلى شكل دائم للحياة مع أن أهلنا كانوا يعتقدون أنه مؤقت هذه الروح التي تحكي قصتنا، والتي خصص لها صفحات لتفسيرها حسبما يراها، تعيش وتُسرد وتحكي الماضي والذاكرة في كلّ ما أنتجه الشاعر والروائي إبراهيم من أدب وشعر وفنون، وللدقة أكثر واقتباساً لكلماته:"كلّ هؤلاء جعلونا نعيش في بيت واحد يتّسع لنا كلّنا، وتُغطي مساحته كوكبنا الصغير الجميل البائس". من خلال هذا الحوار، يتحدث الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله (1954 عمّان، لأبوين فلسطينيين هُجرا من قرية البريج، قضاء القدس) عن علاقته الأولى بالكتابة، عن التأثير الحيّ للمخيم على روايته وقصيدته، عن "روح العالم"، عن روايته الجديدة "شرفة الهاوية" والمزيد.

عن مسافر زادهُ الحياة؛ إلى هاني درويش..

رشا حلوة كان ذاك يوم سبت من يونيو الماضي، إلتقينا بكَ أنا ومايكل في "الحميدية". وهذه المرة الأولى التي لا نلتقي بها في "الندوة" أو " إ ستوريل". كنت قد وصلت قبلنا، ووجدناك جالساً في الداخل. لكن الطاولة كانت ضيقة علينا، فقررنا أنّ نجلس في الخارج. لم تكن كعادتك، حدثتنا عن الستائر التي اشتريتها قبل لقائنا بقليل ولا زالت معك، كان وجهك مرهقاً كغير طبيعتك. سألتك ما بك يا هاني:"تعبان شوية يا روشا". ومن ثم حدثتنا عن مشوارك القادم إلى ألمانيا، وعن شوقك إلى برلين والشهر الذي ستقضيه هناك. تعرفت إليك في سبتمبر 2011 في "إستوريل" في جلسة احتضنت العديد من الأصدقاء والصديقات. من بعدها إلتقينا في افتتاح معرض الكتاب في القاهرة في يناير 2012. ومن بعدها إلتقينا في تونس على مدار أسبوع، سهرنا مع الأصدقاء وتجولنا في شوارع تونس العاصمة وحولناها إلى "قاهرة صغيرة"، بمزاج من يحبّ مشاهدة بداية الحياة عند الفجر. بعد تونس، عادت لقاءاتنا لتتمركز ما بين "الندوة" و "إستوريل". أجملها، كان لقاء الصدفة في أبريل الماضي، قبل أن

"أعلن عودتي" | مخيّم عودة البراعم الرابع والعشرون - كفربرعم

تعلن حركة " ا لعودة- شباب كفربرعم التقدميون" عن إفتتاح مخيّمها ال رابع والعشرين ، وذلك يوم السبت المقبل ا لثالث من آب، على أرض قرية كفربرعم المهجّرة، وتقوم الحركة بمثل هذا المخيّم سنويّا، حيث يلتقي أهالي القرية المشرّدون في وطنهم لمدة أسبوع ليعيشوا سويّا على أنقاض أرضهم المسلوبة معلنين تمسّكهم بحقّهم بالعودة إليها، ويحمل المخيّم هذه السّنة شعار "أعلن عودتي" وذلك في خطوة تهيِّئ للعودة الفعليّة وتبشّر بها حيث تتم دراسة سبل الرجوع إلى الديار هذه الايّام بالتواجد الفعلي في القرية بشكل دائم طيلة أيام السنة. يقوم أطفال القرية وأبناؤها بالتوافد من شتّى بقاع شتاتهم، منهم من يأتي من حيفا، من عكا، من المكر، من القدس، من قرية الجش القريبة وحتى من برلين حيث وصل بعض أهالي القرية في مسيرة ترحيلهم. يتضمّن المخيّم فعاليات تثقيفية خاصّة بتاريخ القرية ونضالات أهلها في العودة. كما يتضمّن برامج فنّية متنوّعة وأخرى ترفيهية. تشمل الفعاليات التي ستقام للمشتركين خلال النهار: يوم تواصل ما بين المشتركين وال أ هل في الشتات وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجولات داخل البلد للتعرف ع

ماكينة الموت

شاهدت بالأمس لأول مرة (متأخر أحسن من ولا مرة)، فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind، من إخراج الفرنسي ميتشل غوندري، بطولة جيم كاري وكيت وينسليت والحائز على جائزة الأوسكار في العام 2005 عن أفضل نص سينمائي. لن أتحدث هُنا عن روعة الفكرة والفيلم والدور الذي قام به جيم كاري ضارباً بعرض الحائط كلّ الأدوار الساخرة التي قام بها، ليقوم بتقديم الدور الأجمل على الإطلاق، حسب رأيي، في تاريخه السينمائي. الفيلم بعد مشاهدته، حملني إلى تساؤلات عديدة؛ حول الذاكرة الحلوة والبشعة منها، وحول قدرتها - قدرة العقل ربما - وبسببها نستطيع أن نمضي قدماً بلا الالتفات إلى الوراء، حتى إلى ذكريات جميلة، لأن ربما الذكريات الحلوة لا تستمر، أو نصاب بالملل من الروتين، أو ببساطة لأننا نخاف أنّ لا نعيشها مرة أخرى. شعرت أنّ "ماكينة محو الذاكرة" هي كناية عن الموت، الذي نمرّ من خلاله بعملية محو لكلّ الذاكرة، ونعود إلى الحياة بأجساد ووجوه مختلفة، إلا أنّ الروح لا يمكن تبديلها أو تشويهها. فمثلاً، نتعرف إلى شخص جديد ونقابله صدفة، فنشعر بأننا قريبان لمجرد الحديث للمرة الأولى أو بسبب الإهتم

عن القاهرة..

وإنت في القاهرة، بتحسي مثل بالونات الصابون، اللي بيفنخها البياع عَ الكوبري. طايرة بهدوء وألوان، وسط الزحمة والغبار. في القاهرة، ممكن وإنت ماشي في الشارع تشوف شخص شبه نجيب محفوظ، وتبتسم، وغالباً الرجل ده مش عارف. في القاهرة، ولا يمكن تكون وحدك. حتى الإزعاج بسليك. في القاهرة، ما حدا رح ينتبه لغضبك، هو شبه كلاكس السيارات، كلّه سامعها، بس ما حدا فارق معاه، متل الموسيقى التصويرية لفيلم مستمر. في ا لقاهرة، الحياة حلوة، بس ما تفهمهاش. القاهرة، ولا مرة بنفع تروحها زيارة. ما بنفع تزورها لأسبوع واحد. لازم تعيش كلّ التفاصيل، أو غالبيتها، عشان تتعلم الحياة. وبعدين، تقدر تموت براحتك. في القاهرة، دايماً رح تستنى ناس تأخروا عَ الميعاد. ودايما رح توصل بدري، إنتَ اللي مش منها. رح تصير مصري بجد، لما تتأخر على ميعاد، أو ما تروح الميعاد من غير إعتذار، وتنام بعدها بضمير مرتاح. النيل مش مثل البحر، لما تقعدي معاه، يفضل بهدوئه كأنه مركز معاكي. مفيش موج بيسحب حاجة، مفيش حاجة بتروح لبعيد، هو إلك كلك. هو قاعد لحد ما تمشي. وترجعي، وتلاقيه تاني.

حلم في ستاتوس

من فترة مش قصيرة، تأكدت إني شخص مش مبني لمسائل الدوام الرسمي يومياً في شغل ما. بحبّ وقتي؛ إني أصحى وقت ما بدي، وأنام وقت ما بدي، وأنتج بالساعات الملائمة إلي، من منطلق شغلتين: الأولى، إنه بس أنا بعرف إمتى الوقت المناسب للإنتاج بالنسبة إلي، والثاني، من منطلق قناعة إنه المردود لازم يكون بناءً على الإنتاج وليس الساعات. طبعاً، واضح إني عم بحكي يوتوبيا.. وبالآخر، وبطبيعة الحال، دايماً "الفري- لانسر" بيد فع ثمن ما. بس لما خطى هذه الخطوة، بالتأكيد كانت على قناعة تامة فيها. المهم، بعد كلّ هالديباجة، وتقديري للشغل الحرّ. عندي حلم صغير، اللي لوّ تحقق كنت بصير من المدافعات الأوائل عن الدوام الرسمي. إنه يكون عنا جريدة في فلسطين، ورقية أو إلكترونية مش مهم. متل ما قالت صديقتي مبارح:"المهم المضمون".. جريدة مش تابعة لسلطة ما. جريدة قادرة إنه تعطي مساحة أمان وإطار لكلّ صحافي/ة بهالبلد بإنه يمارس عمله بإحترام ومهنية وبراتب كما يستحق حلمه ومجهوده. صحيفة فيها تخصصات وأقسام، بتجيب أخبار خاصة وتحقيقات وتقارير ومش كوبي بيست. لأنه وقتها، بس جريدة أكون فيها صحفية رسمية، م

وجهاً لوجه | كاميرا المهمّشين

صورة من المعرض رشا حلوة «لذكرى أولئك الذين لم يعودوا»، ليس من الحرب وساحة المعركة، بل من العمل... قرّر محمد بدارنة (عرابة، الجليل ـ 1987) توجيه عدسة كاميرته إلى العمّال والكادحين في الأراضي المحتلة عام 1948. هكذا، ذكّرنا بأكثر من 60 عاملاً يموتون سنوياً من دون أن يلتفت إليهم أحد في معرضه «ترجعوا بالسلامة». حول أهمية عرض أعمال فنانين فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 في عمّان والعواصم العربية المتاح زيارتها، يقول بدارنة لـ «الأخبار»: «هذه المعارض رسالة لنا كفنانين فلسطينيين في الداخل، من أجل التأكيد على وجود مساحات حرّة وجميلة للعرض. لسنا بحاجة إلى ختم من تل أبيب كي نكون في معارض مهمة، أو أن نكون مكياجاً لتجميل وجه إسرائيل». بدأت فكرة العمل على المعرض مع موت أصدقاء بدارنة، مثل حمادة علاء الدين الذي دُفن تحت الرمل، ونضال شاويش ابن الحيّ الذي تسكنه عائلة المصور في قرية عرابة، والعديد من العمّال الذين لقوا حتفهم أثناء البحث عن لقمة العيش. يضيف بدارنة: «ما دفعني أكثر إلى ذلك هو اكتشاف ابتعادي عن طبقة العمال والكادحين. أنا ابن عامل، لكني لا أعرف عن حياة العمال سو

شريط "بث 65": الكوفية مُمثِّلَةً شعبها

رشا حلوة  تشكّل الكوفية الفلسطينية (البيضاء والسوداء) الرمز الأقوى والأعمق للفلسطينيين وتاريخهم النضاليّ، ورغم التغييرات التاريخية منذ الاحتلال العام 1948 ولغاية يومنا هذا، ظلّت الكوفية أو الحطّة أحد الرموز الموحدة للشعب الفلسطيني، مع العلم وشجرة الزيتون. فكثيراً ما يحدث، ونحن نسير صباحاً إلى أعمالنا في يومٍ عادي، أن نلمح من بعيد شاباً يلف رقبته بكوفية فلسطينية. وقد يكون ذاهباً إلى عمله أيضاً أو يتمشّى في شوارع حيفا صباحاً لاحتساء فنجان قهوة مع أصدقائه. وربّما لا يهمنا السبب، وجوده فقط يشعرنا بالأمان ويغيظ المحتلين. مُجرد السير في شارع حيفاوي أو عكاوي بالحطّة، هو أحد أشكال المقاومة، كالبقاء والوجود. في فيلمه "بثّ 65" الصادر قبل 48 ساعة من إحياء الذكرى الخامسة والستين للنكبة، يظهر وسيم خير ماشياً أو راكضاً، لكنه ثابت في المكان نفسه، لا يتحرك. حركته الوحيدة، تلاعب في شكل "الحطّة" على مدار الدقائق الخمس تقريباً (مدة الفيلم). يبدأ الفيلم والحطّة على رأس خير، على طريقة الفلاحين، دلالة على المجتمع الزراعي الذي عاشته غالبية الفلسطينيين. من ثم يغير موقع الحطّة