التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2014

2014

2014، احفظي أسماء من وضعوا على قبورهم اسمكِ. وأولئك الذين أكلت الحروب أوقات دفنهم، فناموا فوق بعضهم البعض. احفظي اسماءهم، لأننا لا نعرفها.

أحد أطفال "كفرون"؛ يزن أتاسي: "نحنا ما منشبه بعض"

حاورته: رشا حلوة كان ذلك في العام 1990، حين قال له والده: "بدنا نروح مشوار"، لم يخبره إلى أين، "كنت رفيق أبي كتير وأنا وصغير، بروح معه على الشغل، وقالي رايحين مشوار، وبشكل طبيعي ركبنا بالسيارة، وصلنا على مكان قريب من مدرستي وفتنا على بناية، بكتشف بعد ما فتت إننا وصلنا على مكتب دريد لحّام"، يقول الفنان السوري يزن أتاسي في حوار خاص لمجلة "الحياة"، أجريناه عبر السكايب. ويزن أتاسي (1980) هو أيضاً "وسيم"، أحد الأطفال الذين مثلوا أدوار البطولة في فيلم "كفرون" لدريد لحّام، الذي سيتمحور معظم حديثنا عن تجربته فيه، التجربة الشخصية والفنّية لطفل في فيلم سوري، قبل 24 عاماً، كان لها أحد التأثيرات الكبرى على جيل كامل عاش طفولة التسعينيات. " هنالك معرفة بين دريد وأبي"، يقول يزن، "بس أنا انسطلت، لأنه أول مرة بحياتي بشوفه وجهاً لوجه، هني بحكوا وأنا مسحور لأني قاعد قدام غوار الطوشة!". بعدها خرجا من المكان، لا يذكر يزن الحديث الذي دار بين والده ودريد لحّام، ويعتقد أيضاً أنه كان قد قابل أخته نور أتاسي قبله، وهكذا وقع القرا

مسافة الاحتلال

بعدسة: خلود باسل طنوس صديق مغربي: "ليش زعلانات؟ عكّا وبيروت قراب من بعض." أنا، وحاضنة صديقتي اللبنانية عشان أودعها في محطة القطار بالرباط: "نظريًا إحنا بعاد عن بعض ساعة ونصف، لكن عمليًا بعاد عن بعض ٦٦ سنة."

فيروز ورياض الصالح الحسين، الحياة ثم الحياة

رشا حلوة عرفت فيروز منذ وُلدت، ولا زالت أتعرف إليها كلما ألتقي بأغنية "غير معروفة لها"، مثلما حدث معي قبل فترة في برلين، حين جاءني صديق وسألني: "هل تعرفين هذه الأغنية لفيروز؟"، وقبل أن أجيبه بإجابة الواثقة التي تعرف كل أغاني فيروز، انتظرته حتى يشغل الأغنية، إذ بملامح وجهي المتفاجئة التي تتسع ترمي "إجابة الواثقة التي تعرف كلّ أغاني فيروز" جانبًا، وأقول وأنا سعيدة: "لا! بعرفهاش!".. وبالطبع، وكما يحصل مع كلّ من يلتقي بأغنية جميلة يحبّها، فهي لا تفارقه على مدار فترة طويلة، شهر على الأقل. ترتبط فيروز كثيرًا بوالدي، الذي رحل قبل حوالي نصف عامٍ، ارتباطها فيه لا لأنه أحبّها فقط، بل لأنه اتقن غناء أغانيها، فكانت أغاني فيروز، بصوت والدي، تحتل جزءًا كبيرًا من تهاليل طفولتي.. ومن سهرات حياتنا السعيدة التي جاءت فيما بعد، واستمرت لسنوات عديدة. هذا الارتباط تجسّد بمقولة أخي الصغير، حين كان لا زالاً طفلاً صغيرًا: "فيروز صاحبة بابا." أما الشاعر السوري رياض الصالح الحسين، فتعرفت إليه مؤخرًا. لا أذكر كيف التقيت للمرة الأولى بقصيدة له، لكني أعرف جيدً

رياض الصالح الحسين

في الواحد والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ستصادف الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الشاعر السوري رياض الصالح الحسين (1952- 1982)، من أقرب الشعراء إلى قلبي. شاعر عاش أصم وأبكم، وقال عن الحياة والحبّ والموت أجمل ما قيل، بحساسية لا تشبه حساسية أحد، حساسية تنبع من قلب يدرك جيدًا بأن "الشمس كما يقولون لا تشرق في اليوم مرتين"، وبالتأكيد قال عن الحياة والحبّ والموت أجمل بكثير مِن عديد مَن يسمون أنفسهم "بالشعراء" في هذا العصر، وهم لا يكتبون إلا الثرثرة..  تحية لكَ يا أيها الشاعر الذي لم يتعرف إلى صوتِه يومًا ما، لكن كلمتك كانت خير موسيقى تحمي بعض تفاصيل هذا العالم من صدى الخراب. 

زعتر وزيت في مطار فرانكفورت

في مطار فرانكفورت، نسيت أن أرمي في الزبالة الورقة التي وضعت بها أمي قطعة الخبر المملوءة بالزعتر والزيت، والتي جهزتها لي قبل السفر إلى برلين. غالباً، سيعتقد عامل الزبالة في المطار بأنها ورقة عُطر.. ويحتفظ بها.

وشة عَ الطريق

مرات بحس حالي مثل موجات AM بالراديو اللي بالسيارة. وأنا ماشي بالطريق، ولما بمرق تحت جسر أو نفق بشارع سريع، وبتسكر السما، بسمع وشة مزعجة، بتفصلني عن الأغنية اللي بكون بسمعها، سواء سعيدة أو حزينة أو غير معرفة.. مع إني بكون عارفة إنه الجسر اللي مرقت تحته رح يخلص، وبسرعة، ورح أرجع أشوف السما، وتروح الوشة عن الأثير.. هاد الأثير، ال AM، اللي بشبهني مرات.. ودايماً بكون يلقط محطات، بدون علاقة للجغرافيا. دايماً.

ريمي بندلي: "من يريد أن يغنّي للأطفال، من غير المفروض أن يغنّي لغيرهم"

حاورتها: رشا حلوة يتفق كثيرون اليوم على أن جيل الثمانينات والتسعينات محظوظ إلى حدّ ما، لربما الثمانينات أكثر، وذلك لأسباب عديدة يصبّ جزء كبير منها في التلقي الفنّي والثقافي، أضف إلى أنه الجيل الذي عاش فترة ما قبل وما بعد عصر الإنترنت وألعاب الفيديو، وأنه أيضاً من عاش فترة عمق وقيمة أغاني الأطفال، التي كُتبت ولحنت خصيصاً لأطفال العالم العربي، وكانت قد قدمت جزءاً كبيراً منها، الطفلة اللبنانية ريمي بندلي. تعيش أغاني ريمي بندلي للأطفال حتى يومنا هذا، غنّت من لبنان إلى لبنان وللعالم العربي كلّه، عن ما يعيشه الطفل اللبناني والعربي، عن تفاصيل حياته، عن الوالدين والبيت، عن البلد وفي ظلّ الحروب التي تقتل الطفولة كلّ يوم.. هذه الأغاني، التي احترمت عقل الطفل وروحه ولغته أولاً، لهذا انتشرت ووصلت إلى قلوب الملايين، ولهذا لا زالت حيّة في جيل كاملٍ من الذين كانوا أطفالاً يومها، واليوم يتحسرون على غياب أغاني الأطفال التي كان لها يوماً ما دوراً في بلورة كيانهم وحبّهم لطفولتهم، رغم الألم.  وُلدت ريمي بندلي في الرابع من تمّوز/ يوليو 1979 في طرابلس لبنان، لأسرة موسيقية، أظهرت في سنّ مبكرة موه

العشرون من آب 1957

قبل 7 سنوات، احتفلنا مثل اليوم، العشرين من آب، في عيد ميلادك الخمسين، الذي تزامن مع طقس عُماد إياد (أخي الأصغر)، لم تحب الاحتفالات الكبيرة بأي شيء، ولا بعيد ميلادك، كنت تحب الاحتفالات الصغيرة والمتواضعة. إلا أنك، وفي ذاك العام، وافقت على الاحتفال الكبير وسط العائلة الكبيرة والأصدقاء.. عندها، غنّيت لك هذه الأغنية، "يا أعز وأغلى وأطيب قلب"، أمام الجميع، بلا موسيقى في الخلفية، سوى حبّي. أذكر جيداً كم كنت متأثرة من الغناء، وكيف كنت تنظر إلى وجهي.. وحين انهيت من الغناء، جئت وحضنتني وبكيت كثيراً على كتفك. كان ذلك قبل عام بالضبط من زيارة المرض لك. وكأن المشهد كلّه الآن يبدو لي منطقياً؛ الأغنية، الدموع، الحضن والاحتفال الكبير. وما يبدو لي منطقياً أكثر، بأني أستطيع أن أقول الآن، أني حين كنت أغني الأغنية وحدي في الغرفة، وأتدرب عليها قبل غنائها أمام الجميع، بأني كنت أبدل مقطع الأغنية الرئيسي، من منطلق شعوري بأن الأغنية ستصبح حقيقية أكثر، بهذه الجملة :"يا أعز وأغلى وأطيب أب.."، فأنتما واحد يا أبي، أنتَ والقلب. إشتقتلك كتير. # أبي

ولا مرة..

المشهد ذاته، الأصدقاء يجلسون في غرفة أو حول طاولة في مقهى/ بار ما، يقوم أحدهم بالتوجه نحو النادل لطلب أغنية، يختار عادة أغنية "البحر بيضحك ليه؟". الأصدقاء يستمعون إلى الأغنية ويغنون معها، وعند مقطع واحد ومحدد، ترتفع أصواتهم طبقة إلى الأعلى، هي طبقة ألم عادة، وذلك حين يقول الشيخ إمام: "وجرحنا ولا عمره دبل..". فيرسم أحد الأصدقاء ابتسامة خفيفة، دلالة على تشابه حالة الجميع، دون استثناء، مع هذه الجملة. ودلالة أيضاً، وبرغم أن "الجرح لم يذبل حتى الآن"، على أن بهذه الابتسامة هنالك ثقة ما بأنه "سيذبل يوماً ما، أي الجرح".. الأزمة هي أن داخل كل منا، وداخل كل صديق وصديقة من هؤلاء الأصدقاء، تعيش ثقة ما اليوم بأن "جرحنا ولا عمره رح يدبل".

سلامٌ يا أبي..

ليس من السهل أن أقف هنا أمامكم، أو أن أحكي عنه بضمير الغائب، لكني أسمع صوته الآن، حين كان يطلب مني في طقوس ومناسبات عديدة: "بابا يا رشا.. اكتبيلك كلمة".. وها أن أقرأ لك يا بابا، أمام كل الذين يحبونك، كلمة أخيرة. قبل أيام، قال لنا أحد الأطباء في المستشفى: "اعرفوا إنه جورج محظوظ، وإنتو كمان، عشان عاش معكو 6 سنين بعد سرطان البنكرياس".. كانت جملته بالنسبة لنا مفهومة ضمنًا، وفي الوقت نفسه لم نعتبر ليوم واحد بأن الأمر هو حظ، ببساطة، الأمر هو أنك يا أبي محارب من أجل الحياة ومؤمن بها، ومنذ معرفتك لمرضك قبل ست سنوات، كنت مقاومًا له. أول أمس، عندما لم يعد جسدك يتفاعل معنا، كنا نعرف أنك تسمعنا، أحيانًا كنا نتخاذل ونقول بأنك لم تعد معنا. لكنك دائمًا وجدت الطرق لتثبت بأنك تسمع أصواتنا؛ بقبضة يدك على يدي وأيدي إخوتي وأمي، وبالأمس، كل الوقت، من خلال دموع كنت تذرفها. بالنسبة لنا، هذه الدموع كانت الدليل بأن جسدك هو المتعب فقط.. وقلبك يسمع كل الحبّ من حولك. وحين اطمأن قلبك، داخل جسدك النائم، قرر أن يرحل بعيدًا. السماء أمطرت أمس. موج البحر لم يكن موج أول حزيران الحار. ن

الحب في ظل النكبة

المشهد الأول: سألته يوماً:" كيف من زمان، لما كانت الناس تسافر، وبعدين يحبوا اتنين بعضهن في بلد غريبة خلال زيارة سياحية. وفجأة يرجع كل واحد منهن على بلده. كيف كانوا يضلهن على تواصل، يكملوا يحبوا بعض، وفي كتير من المرات يعملوا عيلة سوا..  قبل ما يكون في إنترنت وهواتف ذكية؟". أجابني:" لأنه وقتها كانت الناس تسافر عند بعض من غير فيزا. ومكنش في حدود انحطت بينهم". المشهد الثاني: اليوم الذي وصل فيه إلى بيروت قادماً من القاهرة، صادف اليوم الذي كان فيه الكيان الصهيوني "يحتفل بنفسه". جلست أمام جهاز اللاب توب وكتبت عبر صفحتي الفيسبوكية: "أغانيهم البشعة، والتي تدعو إلى القيء، تقتحم غرفتي العكّية الآن. وأنا كل ما أريده لهذه الليلة، أن لا يشوّش نشازهم الأمواج الصوتية ما بيني وبين بيروت.. لأن أمواج الهوى هذه، تُسمعَني ذبذبات قلب حبيبي الذي وصل إلى هُناك. فاخرسوا يا أنذال الأرض". المشهد الثالث: قبل أن يترك بيروت بيوم واحد ليعود إلى القاهرة، أرسل لي رسالة إلى هاتفي الذكي، قائلا:"أول مرة بكون برا مصر وبمشي لوحدي في الشارع. بس بكلمك وب

أهلاً بكم في عكّا

باب عكا إلى البحر (خاص "فلسطين") رشا حلوة اليوم، وبعد مرور 20 عاماً على وجودنا في بيتنا الكائن بالقرب من البحر، ما زالت هناك رعشة خوفٍ تحاصرني وأنا على وشك الاستيقاظ صباحاً، حين أسمع أصوات الغربان التي تحيط بالبيوت في منطقتنا. وككل يومٍ منذ 20 عاماً، ما زلت أخفّف رعب الخزعبلات هذه حين أتذكر جملة أبي يوم هاتفته في صباحٍ ما لأشكي له أن غراباً وقف على شباك بيتنا: «أنا بحب الغراب حبيبتي. تخافيش». وكانت هذه الجملة أقوى في التأثير وأنجح في الأثر من كل محاولات تذكيري لنفسي في كل صباح بأننا شعبٌ له تاريخ من الخزعبلات والخرافات، وليس علينا اليوم في القرن الواحد والعشرين أن نصدقها. يعني، بحاول أقنع نفسي! لا أقفز من سريري في الصباح، ليس لأني أحب النوم كثيراً، وإنما كوني، منذ عامٍ تقريباً، قررت أن أعمل صحافية مستقلة وبشكل حرّ. وبالتالي، بتّ أرتب أوقات عملي كما أشاء بحاول، برضه. وصرت أستثمر وقتي ما بين البيت وبين مقهى الكائن بالقرب منه، أو مقهى آخر في عكّا القديمة، أو كيفما أحبّ أن أسميها: عكّا الحقيقية. ولقد استيقظت اليوم عند الساعة التاسعة صباحاً، وكعادتي قبل أن أغسل وجهي، أ

#الحرية_لمجد

سكنت فترة سنة وشهرين في رام الله، أحببتها عندها، أنا إبنة البحر التي من الصعب أن تعيش بعيداً عن حضوره الطبيعي كلّ صباح. وبعد فترة، قال لي صديق:"نيالك يا رشا. إنتِ من عكّا.. وكمان نَفس الهوا بتنقل بينك وبين بيروت". ابتسمت له وأجبته:"ونفس السمكات!". فكانت جملة هذا الصديق من الأسباب العديدة والمهمة التي جعلتني أعود إلى مدينتي لأستقر فيها. لأنها كانت تجسيد ملموس بالهواء لفكرة مليئة بالهوى وهاجس المدينة التي منعها الإستعمار عنك، لكنها تبعد عن عكّا مسافة 111 كم تقريباً. حين أنهى جدي سليمان (أبو الزوزو) من دراسته الثانوية في القدس وعاد إلى عكّا، وقبل أن ينتقل هو وجدتي بدرية (أم الزوزو) إلى حيّ الفاخورة في عكّا القديمة، سكن لفترة طويلة في شارع "عكّا- بيروت". اليوم، وبعد الاستعمار الصهيوني لفلسطين، أصبح للشارع إسما آخر.. لا أستخدمه أنا، فأسميه دائماً – وبلا جهد إضافي-، بإسمه الذي عرفته من أبي وجدي، إسمه الذي يجعل بيروت أقرب في كلّ مرة أقول لأمي:"أنا وصلت بالتاكسي من حيفا وبستناكي بالمحطة اللي في شارع عكّا- بيروت". حين أقول شارع "عكّا- ب

مصر التي في عكّا

رشا حلوة تبدأ القصة مع لفظ كلمة "عَجّل" في لهجتنا الفلسطينية العكّية، حيث يُلفظ حرف جيم الكلمة في اللهجة العكّية كالجيم المصرية، ولا من قرية أو مدينة فلسطينية أخرى تُلفط الجيم في هذه الكملة كما العكّيين، ولفظ الجيم بالمصرية يخص كلمة "عَجَل" لا غير، أي كل باقي الكلمات التي تحتوي على حرف الجيم، يُلفظ الحرف كما هو. إلا أن لفظ جيم الـ "عَجَل" في اللهجة الفلسطينية العكّية هو كما مفتاح لدولاب التاريخ، وارتباط مدينة عكّا بمصر تاريخياً وثقافياً وفنّياً حتى يومنا هذا، وحتى إن كان هذا الارتباط أقل وضوحاً من ما كان عليه قبل حوالي 183 عاماً.. حيث نعيش اليوم في زمن أُغلقت فيه الطرق بين فلسطين ومصر، وأغلقت الطرق البرية والبحرية بين عكّا ومصر . عكّا على حائط الكرنك المصري قبل أن نعود إلى عام 1831، علينا التطرق ولو سريعاً إلى الحقبة المصرية، حيث كانت عكّا إحدى المدن التي استهدفتها حملة الملك المصري  سنوست الثالث (1878- 1843 ق.م)، إلى أن سقطت المدينة بأيديه ومن ثم تمردت على مصر، مما دفع برعمسيس في عام 1296 ق.م إلى تدميرها، لكن نظراً لأهمية المدينة البحري

غربة «العكّاوي» في داره

رسم: أمل كعوش  رشا حلوة عُرف عن أهالي عكّا أشياء وعادات كثيرة تميزهم، منها ارتباطهم بالبحر، روح النكتة التي تغلب على حديثهم، لُحمتهم مع بعضهم البعض ومع المدينة، لهجتهم الخاصة والقَسم الموروث والحاضر على لسان كلّ عكّي، حين يقول: «وحياة غربتي!». كان الباحث الفلسطيني حسين لوباني قد دوّن في كتابه «معجم الألفاظ التراثية في فلسطين»: «العكّاوي إذا طلع برّاة السّور بيحلف بغربته». ويقول البوري وشبل في كتاب «عكا تراث وذكريات» (1994): «وحياة غربتي: يقولها العكّاوي إذا ابتعد 500 متر عن حدود مدينة عكّا، أو إذا صعد سطح البناية التي يسكنها». لكن هنالك من لن يصعد سطــح البــناية التي يسكنها بعد، إثر انفجار لم تعرف أسباب حدوثه حتى الآن، في مبنى سكني قديم، ليلة السابع عشر من شباط، راح ضحيته خمسة مــن سكّانــه، هــم: محــمد بدر (43 عاماً) وزوجته حنان بدر (38 عاماً)، رايق سرحان (65 عاماً) وزوجته نجاح سرحان (51 عاماً) وابنهما نصر الدين سرحان (8 سنوات)، والذين برحيلهم المؤلم أصبح بإمكان العكّيين أن يقسموا «وحياة غربتي»، وهم داخل بيوتهم وفي زواريب المدينة. لا حقائق واضحة تشير إلى سبب الانفجار الذي

في ذكرى رحيل الست

نحن الذين وُلدنا بعد 3 فبراير 1975، لم نعرف يوماً كيف كانت تفاصيل الحياة حين كانت أم كلثوم لا زالت تَتَنفس هواء هذا العالم. كيف كان يستقبل الناس أغنية جديدة؟ أو بثّ لحفلة ما عبر قناة تلفزيونية، أو حجز تذاكر حفلة؟ سمعنا عنها كلّها لكننا لم نعشها. ولهذا نعيش من جهة حسرة ما - من يحبّ الست طبعا - ومن جهة ثانية لنا متسع من الخيال، غير مرتبط بفترة زمنية ما، إنما مرتبط بما يفعله إرث أم كلثوم وما قدمته إل ى هذه الحياة بنا، قبل أن تخسرها - جسدياً - بما يشكل الجسد ومعه الصوت من الحاجة الأولى لإستمرارية الإنتاج. هذا الخيال هو ليس أمر فردي تماماً، بالمطلق نعم، ولكن في سياق الست هو متأثر بموروثها الموسيقي. فهناك خيال وهناك خيال ورثناه من أغانيها، بل تعلمناه من بحرها، فأصبحت معلمة الخيال الأولى. ولربما هذه هي حكمة الموت؛ يرحل الجسد ويبقى الموروث (الصوت والأغاني)، ملجأ البشر من الموت البطيء، والملجأ خيال.

اللهجات الفلسطينية

عندي سؤال مهم - أو حسب رأيي مهم - مين المسؤول عن ترسيخ فكرة إنه في فلسطين في بس لهجة عامية وحدة؟ وإنه نسي يقول بأنه لكلّ مدينة وقرية فلسطينية في لهجة إلها خاصة فيها؟ وإنه لما حدا من شفاعمرو بقول كلمة واحدة منعرف كلنا إنه من شفاعمرو؟ مما يدل على خصوصية لهجة أحل شفاعمرو يعني :) يعني مثلاً، مثلاً، لكلمة "رصاصات"- رصاصات القلم يعني - في عَ الأقل 4 مفردات باللهجة الفلسطينية؛ فُطع، زبانات، بريات، قُزع. (شكراً أسماء عزايزة عَ المساعدة  :) ). عشان هيك، ملاحظات أخيرة عن الموضوع: - لما أي حدا بقرأ نص/ قصة قصيرة/ رواية لكاتب/ة فلسطيني/ ة فيه كلمات/ جمل بالعامية، يعرف الكاتب/ ة من وين عشان يعرف من أي بلد هاللهجة. - يا ريت اللي بدو يعمل مسلسل عن فلسطين والقضية الفلسطينية يعمل دراسة عن اللهجات وينوّع. فلسطين ليست فقط الأراضي المحتلة عام 1967. - يلعن سايكس بيكو والاستعمار وسنينه كلّها. - عيب إنه الفلسطيني ما يعرف إنه في تنوّع لهجات. وإنه اللي خلقان في شمال فلسطين المحتلة، ويبتعد 15 كم عن جنوب لبنان، أكيد لهجته رح تكون قريبة من لهجة جنوب لبنان أكثر من جنوب فلسطين. - لن ننس

قصص الطريق والراديو II

من يومين لاحظت إنه الموجة 103.9 إف إم بالراديو بتلقط إذاعتين ومش وحدة. من قبل كنت ألقط إذاعة "صوت الشعب" بالراديو على موجة "104 إف إم"، بس إسا أبصر شو تغيّر، الأثير نزل درجة. المهم، من يومين وأنا بالطريق من عكّا لحيفا والعكس صحيح، لاحظت إنه الموجة 103.9 بتلقط إذاعة "صوت الشعب" من بيروت وإذاعة "راية إف إم" من رام الله.. عظمة عَ الآخر. وفعلاً فش معادلة لإمتى بتلقط "صوت الشعب" و إمتى "راية"، بس بالنسبة إلي شغلة عظيمة.. إسا عادة الإعلانات والأخبار هي اللي بتخليني أعرف أي إذاعة لاقطة الموجة بهاللحظة، وكمان الأغاني.. اللي بسمع "صوت الشعب" بعرف إنه الأغاني شوية مختلفة عن أغاني الإذاعات عموماً (نو أوفينس راية :) ).. بس مرات حتى الأغاني بتسعفنيش بأني أعرف شو لاقطة هالموجة، خاصة لما تكون أغنية لأم كلثوم أو فيروز. لأنه فش معادلة هون، فش فئات بتسمع أم كلثوم وفيروز وفئات لأ. بالذات هني لكلّ الناس. مبارح وأنا راجعة من حيفا لعكّا، شغلت الراديو على 103.9، وكانت بداية أغنية "إنتَ عمري".. وطبعا ما قدرت أعرف أي إذاعة

لحظات سعيدة وأسئلة

من الأشياء السعيدة في حياتي، لما بشوف أبوي قاعد مع صحابه في البيت، السبب الأساسي إنه أبوي بكون مبسوط. السبب الثاني هو إنه صحاب أبوي هني صحابه من أيام الشباب، يعني تقريباً أكثر من ٣٠ سنة. وللحظات بقعد أفكر بالدنيا، وبكل عوامل التواصل بين البشر اليوم، وخاصة بين الأصدقاء.. كتير مننا عندهن أصدقاء وصديقات من خارج البقعة الجغرافية اللي عايشين فيها، حتى يمكن ولا مرة إلتقوا إلا بالانبوكس والواتساب والڤايبر والسكايب، وهني أصدقاء بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى. وللأسف، كتير مننا عندهن أصدقاء ساكنين ٢٠ دقيقة مسافة.. بس برضه بلتقوا ع الانبوكس وواتساب وڤايبر وسكايب.. والأكثر اللي بوجع هو السؤال: رح يبقوا أصدقاء بعد ٣٠ سنة؟ #ع_العايش   #يلعن_الوقت   #يلعن_الحدود   #بحبك_يا با

عبر الخط الأخضر | التواصل بين فلسطيني الداخل والفلسطينيين في الشتات | www.ehna.tv

تستضيف الإعلامية أ سماء عزايزة في حلقة جديدة من عبر "الخط الأخضر" مركزة مشروع حركة حق الشبابية في المؤسسة العربية لحقوق الإنسان الناشطة السياسية سمر عزايزة، والصحافية والمدونة رشا حلوة لتتحدث معهما أكثر وبعمق عن التواصل الفلسطيني الفلسطيني ما بين فلسطينيي الداخل والفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم.