التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧

بيانو ولا قلبي؟

دخلت على العمارة، اللي ساكنة فيها مؤقتًا، عمارة بتشبه بنايات القاهرة بسنوات الخمسين. أوّل ما تفوت عليها، بتحس في قصص طالعة ونازلة على درج الخشب المغطى بسجّاد بني غامق. بعد ما تركتك، مشيت ع البيت ووصلت العمارة، كان في صوت بيانو مسموع بأوّل طابق، طلعت الدرج، والصّوت بيرتفع. وصلت البيت، دخلت غرفتي، المؤقتة أيضًا، وكأنّه بس فيها مسموع صوت عزف البيانو. إسّا أنا مش عارفة إذا هو صوت البيانو اللي لساته مسموع، ولا صوت قلبي. قلت الحل إنّي أسجّل الصّوت عشان أتأكد. بس وقف العزف. شفت؟ هيك تمامًا بصير لما تفكر بأسئلة ما إلها طعمة: بيانو ولا قلبي؟ مش مهم، المهم في موسيقى.

الطبخ والنّاس

شوربة عدس بحبّ الطبخ كتير، بس بالعموم، بحبش أطبخ وآكل لحالي. بحس أكل الطبيخ، هو دايمًا فعل لأكثر من شخص واحد. الأكل الثنائيّ أو الجماعيّ عمومًا، هو من أكثر اللحظات اللي فيها سفر لأحاديث كثيرة. بايخة أو مهمّة. مش مهم. بس مرات، بضطر أطبخ لحالي، إنّه جاي عَ بالي كثير آكل أكل بيت، وقتها، بفكر بالشخص أو بالناس اللي جاي عَ بالي آكل معهن، وأحيانًا، بكفي التفكير فيهن واستحضارهن بشكل ما، عشان يطلع الطبيخ طيّب. إنّه بتخيّل وجوهن وهني عمّ بدوقوا الأكل، وشعورهن بالنعس بعد ما يعبوا بطونهن، ومرات تعليقاتهن الزنخة، ونكتهن اللي غالبًا بتضحّك حتّى لو بايخة، بس إنت عاملة حالك بتضحكي بس على نكت عميقة. على كل حال، بصحّة الناس اللي بتدفي القلب، القريبة والبعيدة، وبالذات، الناس اللي مستحيل تدوق من أكلاتنا، مش لأنه بدهاش، لأنها مش هون.. بس روحها شمعة بتضوي قلوبنا بهالبرد. ראש הטופס

تمرين على الضحك

قبل منتصف الليل بشوي، وبالطريق للبيت، مشيت باتجاه محطّة المترو. بالمحطّة، في خطين، واحد تحت الأرض، والثاني فوقها. أنا لازم آخد اللي فوقها، بس أوّل باب بطريقي، بوصّل على المترو اللي تحتها. المهم، بلا طول سيرة، الجوّ شتا، والشتا بهالبلاد بحبّش ناسه. شفتوا مرة شتا بحبّش ناسه؟ ومش حنون كمان. قلت بفوت على المحطّة من الباب للمترو اللي تحت، أحسن ما أمشي بالبرد ويجمّد قلبي (عَ أساس إنه موّلع من الدفى هو). يلا ما علينا، نزلنا على المحطّة، وبكل المحطّة فش إلّا زلمة ختيار، عنده دقن وشعر شايبين، لابس أبيض من راسه لساسه، وبعمل شغلة وحدة: برفع راسه لفوق، وبضحك: ها ها ها! ضحكة مزيّفة، بسكت شوي، وبرجع بضحك. كانت حالته بتشبه سانتا كلاوس وهو بستنى المترو للغابة، عشان يلاقي الغزلان لينطلقوا، وهو قاعد بتمرّن! المهم، فجأة لقيت مصعد قدامي، مكتوب عليه رقم المترو اللي لازم آخده للبيت. قلت لحالي: يا بت يا رشا، الساعة متأخرة والدنيا برد، وليش تمشي كل الطريق للمترو؟ خلص خدي المصعد وبتوصلي لهدفك من غير مجهود. وصدى ضحكات سانتا كلاوس اللي قاعد عمّ بتمرّن، بترّن بالخلفيّة. إجا المصعد، كبست على زر الطابق الأ

عن البرد

أن تعيشي في البرد، أن تكرري جملة "الدنيا سقعة" بلهجات ولغات المدينة كلّها، كل يوم أن تتعرّفي إلى أنواع ثياب جديدة، تُسمى بالدافئة. الأوروبيون لا يعتقدون أن هنالك طقس بارد إنما يجب ارتداء الثياب "الصحيحة". أن تضيفي إلى انفصامك، أن البيوت هنا دافئة في البرد. وأن الحياة في البرد، تمشي كالمعتاد؛ يذهب الطلاب إلى المدارس مع سقوط الثلج. يلاحقني صدى أصوات الجيران البعيدة، تناديني من الشبابيك كي أعود إلى البيت، عندما سقطت الثلوج على مدينتي الساحليّة وأنا صغيرة. أن تخترعي طرقًا للتدفئة، تظنين أن الناس هنا لم يفكروا بها من قبل، وأنها ستنجح معك: الاستماع إلى أغاني جميلة مثلًا. البحث عن حضن متوفّر مؤقتًا البكاء، يُقال أن الدموع مفعولها دافئ. والغضب على غيابك، حرارة غضبي هذا، تدفء صقيع العالم.