أحمر كالرتيلاء حين تظهر على تفاحتي الحمراء في الصحن المنسي منذ يومين، وتحيك لها بيتًا جديدًا، يأتيني أيلول. مكللاً بخيوطٍ غير متصلة بسابقه، ليغزلَ على جسدي وأطرافه أوشمةً مرئية وأخرى لا. يُحكى عنها حين ينام الخريف المقبل، وتُرمى تفاحتي الحمراء. أصفر لا شيء بيني وبين السماء هنا، كشرنقة أخرج من غرفتي الرمادية، أمشي بحثًا عن بقعة ضوء أبدأ بها نهاري. قهوة تحمل رائحة التراب من هناك، ورائحة الجسد هنا. أحتاجها كل صباح، وبين الساعات المملة. لا وقت لديّ لتحضير القهوة. لكني أجبر نفسي على تحضيرها، كي استعيد الحالات من جديد. لا تزال الأوراق خضراء في هذا المكان، لكنّ اصفرارًا ما بدأ رحلته بالتسلق على سيقان الأشجار الباردة. وبعضٌ قد حرر نفسه منها، ونام على أرصفة الشوارع. الأصفر هنا يرمي بنفسه على الطرقات وبين البيوت ولا يدفئ أحدًا. سيأتي البياض بعد قليل، ليبعثر نفسه في كل زاوية لا تحمل لونه. بردٌ. وأنا أبحث عن بقعة ضوء صفراء، ليست على الأرض. لكنها هناك وهنا، تلوّن حبات الهال المعدودة في القهوة الأولى، وتدفئ هذا الجسد الذي رمى بقشرته عند أول الطريق.