التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصص الطريق المخيبة


رنين
ركبت سيارة أجرة من رام الله إلى القدس، يقودها سائق في الثالثة والعشرين من عمره. كان لديه الفضول بأن يعرف من أين بلد أنا. "عكّا"، أجبته. رحبّ بي قائلاً:"أهلاً وسهلاً في مدينتنا". "من أين أنت؟" سألته. أجابني:"من هون، من القدس، أنا إبن البلد". كان على وشك أن يستمر في الحديث، لكن رنين هاتفه النقّال أوقفه، كان رنين هاتفه النقّال عبارة عن أغنية باللغة العبرية.

لماذا؟
في الباص الذي إنطلق من الناصرة باتجاه عمان، كان عدد الركاب قليلاً. في المقاعد الأمامية كانت تجلس بعض النساء كبيرات السّن. أحدهن سألت السائق:"روتسي كافيه؟"*. "تودا"**، أجابها. من ثم سألته:"تودا كين، أو تودا لو؟***.. ليش ما بدك قهوة؟ قهوة عربية!".

السادسة والنصف
أثناء التحضير لملف "أم كلثوم" في "قديتا"، احتفاءً بمرور 113 عاماً على ذكرى ميلادها. أخبرت أبي عن الملف. قاطعني ليحدثني عن ذكرياته مع "ثومة" في عكّا. أخبرني أن قبل سنوات عديدة، وفي الساعة السادسة والنصف من كلّ مساء، حين كان يمشي في البلدة القديمة، كانت الشوارع صامتة، إلا صوت "أم كلثوم" يُسمع من مذاييع البيوت التي تبث أغانيها كلّ مساء من "صوت إسرائيل باللغة العربية".


مقارنة
في الباص ذاته، الذي ذهب من الناصرة إلى عمان، كان طالباً فلسطينياً يتحدث مع النساء كبيرات السّن عن عمان، هو الذي يعيش فيها منذ فترة بسبب دراسته الجامعية. مجموعة النساء لا تحب عمان، تعتقد أنها مدينة ليست جميلة. لكن الشاب صغير السّن أخبرهن إنه يعرف عمان جيداً، وأكد لهن أنها مدينة جميلة لكنها ليست مثل "إسرائيل"، وأضاف:"عنا في إسرائيل مثل أوروبا". 


* "روتسي كافيه": هل تريد قهوة؟ 
** "تودا": شكراً.
*** "تودا كين، تودا لو؟": شكراً نعم أم شكراً كلا؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحد أطفال "كفرون"؛ يزن أتاسي: "نحنا ما منشبه بعض"

حاورته: رشا حلوة كان ذلك في العام 1990، حين قال له والده: "بدنا نروح مشوار"، لم يخبره إلى أين، "كنت رفيق أبي كتير وأنا وصغير، بروح معه على الشغل، وقالي رايحين مشوار، وبشكل طبيعي ركبنا بالسيارة، وصلنا على مكان قريب من مدرستي وفتنا على بناية، بكتشف بعد ما فتت إننا وصلنا على مكتب دريد لحّام"، يقول الفنان السوري يزن أتاسي في حوار خاص لمجلة "الحياة"، أجريناه عبر السكايب. ويزن أتاسي (1980) هو أيضاً "وسيم"، أحد الأطفال الذين مثلوا أدوار البطولة في فيلم "كفرون" لدريد لحّام، الذي سيتمحور معظم حديثنا عن تجربته فيه، التجربة الشخصية والفنّية لطفل في فيلم سوري، قبل 24 عاماً، كان لها أحد التأثيرات الكبرى على جيل كامل عاش طفولة التسعينيات. " هنالك معرفة بين دريد وأبي"، يقول يزن، "بس أنا انسطلت، لأنه أول مرة بحياتي بشوفه وجهاً لوجه، هني بحكوا وأنا مسحور لأني قاعد قدام غوار الطوشة!". بعدها خرجا من المكان، لا يذكر يزن الحديث الذي دار بين والده ودريد لحّام، ويعتقد أيضاً أنه كان قد قابل أخته نور أتاسي قبله، وهكذا وقع القرا

عن "البحر بيضحك ليه؟" ومراحل الحياة..

عكّا، بعدسة: نادر هواري أغنية "البحر بيضحك ليه"، من كلمات الشّاعر نجيب سرور، ألحان وغناء الشّيخ إمام عيسى، هي الأغنية الملائمة لكلّ مراحل الحياة. لا يهم المرحلة إنّ كانت سعيدة أو حزينة، فيها أمل أو خيبة، قلق أو راحة، كلما سمعتها تشعر بأنها تُغنى لك. تحكي معك.. الأغنية لا علاقة لها لمن يعرف البحر أو لا يعرفه، سواء كان البحر قريبًا أو وبعيدًا.. هي قادرة أن تحمل لك مشاهد بصريّة مختلفة كلما سمعتها، تحمل معها وجوهًا عديدة وذكريات.. وكأنك كلما تسمعها تشعر بأن الزّمن توقف. لا يتحرك. كأن حالتك المرافقة لها حين سمعتها قبل 5 أعوام، مع ناس أو من غيرهم، تشبه حالتك حين تعيد سماعها اليوم، لوحدك أو مع آخرين.. والأجمل، بأنك تدرك تمامًا بأن حالتك هي، المرافقة لسماع الأغنية، تمامًا كما الملايين من عشاق الأغنية ذاتها. هي أغنية الطبطبة على الروح.. وحاملة المقولة الوجوديّة الأبديّة: ولسّه جوا القلب أمل.

اللهجات الفلسطينية

عندي سؤال مهم - أو حسب رأيي مهم - مين المسؤول عن ترسيخ فكرة إنه في فلسطين في بس لهجة عامية وحدة؟ وإنه نسي يقول بأنه لكلّ مدينة وقرية فلسطينية في لهجة إلها خاصة فيها؟ وإنه لما حدا من شفاعمرو بقول كلمة واحدة منعرف كلنا إنه من شفاعمرو؟ مما يدل على خصوصية لهجة أحل شفاعمرو يعني :) يعني مثلاً، مثلاً، لكلمة "رصاصات"- رصاصات القلم يعني - في عَ الأقل 4 مفردات باللهجة الفلسطينية؛ فُطع، زبانات، بريات، قُزع. (شكراً أسماء عزايزة عَ المساعدة  :) ). عشان هيك، ملاحظات أخيرة عن الموضوع: - لما أي حدا بقرأ نص/ قصة قصيرة/ رواية لكاتب/ة فلسطيني/ ة فيه كلمات/ جمل بالعامية، يعرف الكاتب/ ة من وين عشان يعرف من أي بلد هاللهجة. - يا ريت اللي بدو يعمل مسلسل عن فلسطين والقضية الفلسطينية يعمل دراسة عن اللهجات وينوّع. فلسطين ليست فقط الأراضي المحتلة عام 1967. - يلعن سايكس بيكو والاستعمار وسنينه كلّها. - عيب إنه الفلسطيني ما يعرف إنه في تنوّع لهجات. وإنه اللي خلقان في شمال فلسطين المحتلة، ويبتعد 15 كم عن جنوب لبنان، أكيد لهجته رح تكون قريبة من لهجة جنوب لبنان أكثر من جنوب فلسطين. - لن ننس