شاهدت بالأمس لأول مرة (متأخر أحسن من ولا مرة)، فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind، من إخراج الفرنسي ميتشل غوندري، بطولة جيم كاري وكيت وينسليت والحائز على جائزة الأوسكار في العام 2005 عن أفضل نص سينمائي. لن أتحدث هُنا عن روعة الفكرة والفيلم والدور الذي قام به جيم كاري ضارباً بعرض الحائط كلّ الأدوار الساخرة التي قام بها، ليقوم بتقديم الدور الأجمل على الإطلاق، حسب رأيي، في تاريخه السينمائي. الفيلم بعد مشاهدته، حملني إلى تساؤلات عديدة؛ حول الذاكرة الحلوة والبشعة منها، وحول قدرتها - قدرة العقل ربما - وبسببها نستطيع أن نمضي قدماً بلا الالتفات إلى الوراء، حتى إلى ذكريات جميلة، لأن ربما الذكريات الحلوة لا تستمر، أو نصاب بالملل من الروتين، أو ببساطة لأننا نخاف أنّ لا نعيشها مرة أخرى. شعرت أنّ "ماكينة محو الذاكرة" هي كناية عن الموت، الذي نمرّ من خلاله بعملية محو لكلّ الذاكرة، ونعود إلى الحياة بأجساد ووجوه مختلفة، إلا أنّ الروح لا يمكن تبديلها أو تشويهها. فمثلاً، نتعرف إلى شخص جديد ونقابله صدفة، فنشعر بأننا قريبان لمجرد الحديث للمرة الأولى أو بسبب الإهتم...