التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٧

وين غلاية القهوة؟

طلبت أمي مني بالأمس، أنّ أجهز قهوة. سألتها: "وين غلاية القهوة؟"، أجابتني: "يعني مش عارفة وين بحط غلايات القهوة؟". فقلت لها: "يا إمي، ما أنا مش عايشة هون، فممكن إنك غيّرتي مكانها..".. فذهبت فورًا إلى الخزانة التي أعرفها. بعد صمت قصير قالت: "بعرف إنّك مش عايشة هون، بس بحبش تقولي هيك.." أثناء تجهيزي للقهوة، كنت أفكر بما قالته أمي.. وقلت لنفسي: "أنا مثلها، أرفض حقيقة أن كثيرين لا يعيشون معي في نفس المكان، لكنهم يعيشون معي جميعًا.. يعرفون أين توضع كؤوس النبيذ، فناجين القهوة، زجاجة العرق، أين تقع زاويتي المفضّلة للكتابة.. كلهم يعيشون في تفاصيل حياتي اليوميّة، رغم غيابهم، الاختياري أو القسري.. أو حتى، رغم أنهم لم يمرّوا يومًا على بيتي أو أي بيت مؤقت أعيش فيه. لكني أحضرتهم إليه في الخيال.. وصنعوا الواقع أجمل".

قصص الحبّ

كلّ قصص الحبّ، بلا علاقة لمدتها الزّمنيّة، تبدأ بالأغاني، وتنتهي بعواء كائن، خلقته النهايات داخلك؛ له وجه يشبهك وأسنان ذئب وجد فريسته للتوّ، فريسة تشبه قلبك.. عواء الذّئب ينهم القلب، الذي يبقى على حجمه تمامًا، ولا يتوقف عن عشق الأغاني.

البيوت القديمة

أختي من يومين، وهي بتطلّ من شباك بيتنا في شارع كان اسمه "شارع الحمير" بحيفا، بتقولي: "رشا، بتعرفي إنه بيتنا القديم (اللي موجود بشارع تحت شارع الحمير)، منقدر نشوفه من هون؟ هياه السّطح، وشباك المطبخ".. قلتلها: "بعرف".. مع إنّه، عمليًا، من لما سكنت بهالبيت، وكل ما أطلّ من الشّباك.. ما بنتبه إنه بيتنا القديم بنشاف من بيتنا الجديد.. بس قلتلها بعرف، لأنه متأكدة إنه هاي التفصيلة مثل كل قصص حياتي، كلما "أعيش ببيت جديد"، دايمًا.. دايمًا.. في "شباك فيه/ شباك بقلبي.. بيطلّ على تفصيلة من تفاصيل البيوت القديمة.. اللي عشت فيها وقت كتير، أو مرقت عليها.. أو حتّى تخيّلتها.."، والبيوت، إحنا.