التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٠

أفلام قالت «لا» لدولة الأبارتهايد

عكا ــ رشا حلوة لأول مرة في فلسطين سيقام «مهرجان الأفلام المقاطِعة» الذي يستضيف أربع مدن في أراضي الـ48 والـ67، ويتمحور حول التجارب الإبداعية البصرية المقاومِة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارسات التطبيع بمختلف أشكاله. مجموعة من الشباب الفلسطينيين تقف وراء فكرة المهرجان. التقوا جميعهم عند الرغبة في خلق لغة بصرية نقدية ومنسجمة مع النضال التحرري للشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية. بدأت فكرة المهرجان بعد نقاش بين هذه المجموعة والمخرج الكندي جون غرايسِن الذي قاطع «مهرجان تورونتو السينمائي» على خلفية احتفاله بمدينة تل أبيب (راجع «الأخبار» عدد 7 و12 أيلول/ سبتمبر 2009). وقد كانت النتيجة الأولية للنقاش إقامة مهرجان يحتفي بالسينمائيين الذين قاطعوا مهرجانات مروّجة لدولة إسرائيل. مع الوقت، تطور النقاش وتبلورت فكرة المهرجان الحالي الذي صار همّه خلق حيّز إبداعي مقاوِم ومنتج، يكون عبارة عن دراسة جدية في آليات توظيف الصورة البصرية في الصراعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمجتمعات الجنوب في وجه الممارسات العنصرية والقمعية والاستغلالية، وأيضاً في وجه ثقافة الاستهلاك، على أن تُمثّل فلسطين في هذا ا

حديقة شادية

والدتي شادية (أم اسكندر) لاجئة من قرية إقرث (قضاء صفد)، لكنها من مواليد قرية الرامة الجليلية. تعمل ممرضة منذ أكثر من عشرين عامًا في قرية ساجور، المحادية لقرية الرامة. منذ أن تزوجا والدتي ووالدي عام 1982 واختارا أن تكون عكّا بيتًا لهما (مسقط رأس والدي وحبّه الأول-بالإذن من أمي)، كانت أمي تحلم، ولا تزال، ببيت صغير في قرية جبلية وحديقة تزرع في أرضها ما تشاء من النباتات، الخضروات، الفاكهة والأزهار. أمي، بالرغم من حُبها المكتسب لعكّا، لا زالت تحتفظ بذاك الشوق للجبل والقرية ولحديقة تفرش عليها أحلام فلاحة صغيرة - ما لي ومال المُدن؟-، أحلام ستثمر كي تؤنسها فيما بعد في غيابنا، نحن بناتها وأبنائها، عندما سنكبر ونترك المدينة الصغيرة بحثًا عن ميناء آخر. قبل عام تقريبًا، أحضر والدي لوالدتي ثلاثة أصص بلون الخشب وضعهم على الشباك المركزي للبيت المُطّل بجانبه على البحر. لم تزرع والدتي في الأصص الأزهار الملونة؛ زرعت النعنع، الميرامية، الفلفل الأحمر، الروزماري.. والدتي، بعد سبعة وعشرين عامًا في عكّا، وجدت لها معادلة بسيطة نجحت من خلالها أن تُحضر الرامة وإقرث إلى بيتها في الطابق الثالث من بناي

دواوين باريسية// اليوم الرابع

أشعر وكأني أقيم في باريس منذ شهر كامل، وبأني كُنت في رام الله قبل نصف سنة. ما هو هذا الشيء الذي يُبعد الذاكرة أحيانًا ويقربها كأنها حدثت قبل ساعة أحيانًا أخرى؟ بعد ما يقارب الخمسة أيام على وجودي هُنا، التشوق صباحًا لكلّ يوم جديد والإحساس الذي يرافق الأيام هذه بأنها لا بُد أن تكون أكثر من خمسة أيام فقط لكثافة تفاصيلها ومفاجئاتها، كانت الرحلة جديرة بالمغامرة، باريس جميلة أيضًا، وما ارتفاع منسوب الجمال الا تأثرًا بالعلاقة التي نحيكها مع المُدن أو هي التي تحيكها لنا. في اليوم الرابع تأخذ الأمور مجرى آخر، حيث فكرة استغلال كلّ دقيقة تخرج حيز التنفيذ؛ الاستيقاظ باكرًا، التجول قدر المستطاع في المدينة، التقاط الصور –يمين وشمال-، الانقطاع عن فحص البريد الالكتروني كلّ ساعة وحتلنات الفيسبوك، إجراء مواعيد مع أصدقاء أُجلت مواعيدهم في الأيام الأولى لرحلتي والذهاب إلى النوم في الفجر- فجأة ما عاد في وقت! قهوة باريسية صباحية مع صديقين فلسطينيين؛ الجوّ بارد بالطبع، دوام الشمس في سماء هذه المدينة لا يتجاوز الساعتين، لم أحضر معي ملابس دافئة –مثل ما لازم! يعني قديش بده يكون برد!؟- لا أعلم متى تم تعي

دواوين باريسية// اليوم الثالث

تساؤلات على أرصفة باريس؛ 1- بلاش عِتاب هنالك دائمًا شخص في المجموعة لا يتوقف عن المقارنة بين أكل باريس وأكل جدته، بين "السكالوب" وبين صحن "حشوة ولبن"، بين كمية الأكل التي توضع في صحن باريسيّ وبين كمية الأكل التي تضعها والدته في الصحن! وهنالك شخص ثاني في المجموعة منزعج باستمرار من مقارنات الأول، إلا أنه لو غاب الشخص الأول لأخذ الثاني دوره تمامًا وبالتعليقات ذاتها! إذا مش أكتر.. أنا مش فاهمة، ليش هالمقارنة!؟ منذ متى كانت باريس تُشبه دير حنّا مثلاً؟ 2- ميرامية من أين يأتي كلّ هذا العطش لكأس من الميرامية في برد باريس؟ ماله النبيذ يعني؟ 3- فغنساوي بكفي تتفاجئوا إنه الفرنسي ما بحكي إنجليزي! - "لماذا عليه أن يتكلم اللغة الانجليزية؟" أسأل صديق مستاء من هذه المسألة. -"لأنها لغة العالم" أجابني. -"ومن حددّ أنها لغة العالم؟" أساله مرة أخرى. -"يعني، الغالبية العظمى في العالم تتحدث اللغة الانجليزية". -"فرنسا تتحدث الفرنسية، ألمانيا تتحدث الألمانية، كذلك إسبانيا والبرتغال، إلخ.." -"ماذا عن السا

دواوين باريسية// اليوم الثاني

استيقظت باكرًا، جهزتُ قهوتي، فتحت شباك الشرفة المطلة على إحدى أكبر محطات القطار في باريس، لا شيء يخفف ضجيج الشارع في هذا الصباح سوى صوت الأسطورة الفرنسية "إيديت بياف"؛ "روح باريس" كما لقبتها الممثلة الفرنسية مارلين مونرو، الأسطورة أيضًا. لم تتسع ساعات منتصف النهار لترتيبات "حرّة" أو مواعيد خارجة عن إطار العمل تندرج ضمن مخططات "الصياعة" في باريس، في نهاية الأمر وجودي في باريس هو لأسباب غير سياحية- قال يعني! قبل انتهاء دوامي غير الرسمي في باريس بساعتين، قررت أن أترك المجموعة وأسرق هذا الوقت للقاء صديقين فلسطينيين؛ فنانان تشكيليان يقيمان منذ سنوات لا بأس بها في هذه المدينة الرمادية. لم ألتقِ بهما من قبل؛ الأول نتواصل سويةً من خلال موقع الفيسبوك والثاني أعرفه من خلال الأصدقاء المشتركين، أحدهم رتب لنا هذا اللقاء فور معرفته بأني في باريس؛ يحدث عادةً حين تكون في رحلة إلى مكان ما وتخبر أحد أصدقائك بذلك، يخصص صديقك فورًا لعقله دقيقة واحدة يفكر بها في أصدقائه الذين يقيمون في المدينة ذاتها ويقترح عليك التواصل معهم من خلال الهاتف أو البريد الالكتروني؛ ما

دواوين باريسية// اليوم الأول

وصلنا باريس تمام الواحدة ظهرًا بتوقيت فلسطين، الثانية عشر بتوقيت مدينة الأنوار، تنتظرنا تاكسي خارج المطار، سائقها جزائري؛ توتره الملحوظ إزاء تأخر ميعاد وصولنا كان واضحًا عليه، ومن غير المألوف أن يتوتر سائق تاكسي ينتظر مسافرين عبر الخطوط الجويّة-التأخر هو عامل متوقع لدى مواعيد السماء- إلا إذا كان جزائريًا يوم 13.6.2010 يريد أن ينهي عمله قبل موعد لعبة كرة القدم لفريق الجزائر في المونديال. ساعات الأولى بعد الهبوط لم تسنح لنا فرصة استيعاب فكرة باريس أو اكتشاف المكان الذي نقيم فيه، منسوب النعاس المتراكم منذ أكثر من 24 ساعة كان سيد الموقف، ورغبة الغوص في سرير كبير لغرفة باريسية تطل على أحد أكثر الشوارع ازدحامًا وضجة، قد حققت ذاتها. اتصال لصديق موسيقي فلسطيني يسكن المدينة أيقظني؛ شو جاي تنامي في باريس؟ ابتسمت لسؤاله، أغلقت سماعة الهاتف واتجهت نحو الحمام، نظرت إلى وجهي في المرآة، لازال مبتسمًا- ولك إنت في باريس! قهوة باريسية سريعة برفقة صديقي، أنتظر وإياه باقي المجموعة قاصدين موعد ما، مع موسيقي آخر؛ لبناني يعيش في فرنسا منذ أكثر من عشرين عامًا- أصبح المنفى كـ"بلاطة الهوى"*، يلت

دواوين باريسية// عشية السفر

باريس؛ صورة جويّة 13.6.2010 موعد طائرتي إلى باريس-مش طيارة أبوي- كان يوم الاحد الماضي صباحًا، تمام الثامنة، لكن في مطار اللد، على المسافر أن يتواجد في المطار قبل موعد سفره بثلاث ساعات على الأقل؛ -لا مش كتير-، ثلاث ساعات في هذا المطار تعتبر قليلة مقارنة بالوقت الذي يخصصه الأمن الإسرائيلي لتفتيش المسافر بشكل عام والمسافر العربي بشكل خاص، لكن، -الحمدلله، مرقت على خير- حتى الآن. على أية حال، قضيت نهاية الأسبوع الماضي في رام الله، زيارة تندرج مؤخرًا في سياق الواجبات والاحتياجات التي عليّ أن أقدمها لنفسي أسبوعيًا، وإن كانت زيارة قصيرة لمجرد ساعات معدودة، أو سهرة صيفية ليلية مع أصدقاء مُنعوا من أن يسهروا في حيفا، فنذهب "إليهم" ترافقنا رطوبة المدينة. نادر هذا المزاج السيء الذي يأتيك قبل رحلة ما، خاصة الرحلات الجوية؛ باريس..منتصف حزيران..مهرجان موسيقى..كلّ هذه لم تسعف مزاجي، بي رغبة اجتحاتني مساء السبت- أي أقل من 24 ساعة قبل موعد السفر- تحثني على الاتصال هاتفيًا بمديري كي أخبره بأني لن أرافق المجموعة يوم غد إلى باريس! -شو انجنيتي؟! هو سؤال تكرر ما لا يقل عن 10 مرات من أصدقاء ش

منذر جوابرة يصعد كي يرى حيفا...

عكّا ــ رشا حلوة من المعرض في مقهى «فتوش» في حيفا، قدّم ابن مدينة بيت لحم الفنان منذر جوابرة معرضه «مني إليّ»، بدعم من «مؤسسة عبد المحسن القطان» في رام الله. 14 لوحة عبرت حاجز بيت لحم، لتصل إلى حيفا من دون صاحبها الذي لا يمكنه الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948. «مني إلي» هو المعرض الخاص الأول بالفنان الذي يقام في حيفا أو غيرها من مدن الداخل الفلسطيني، إلا أن جوابرة اشترك سابقاً في معارض جماعية في فلسطين التاريخيّة. يقول «أكنّ لمعرض حيفا شعوراً خاصاً، لأنني أنتمي إلى قريتي المهجّرة في الداخل المُحتل، شعرت بحاجة عارمة إلى أن أكون هناك، وقد حاولت جاهداً كي أصل إلى حيفا وأطلّ عليها وعلى أعمالي، لكني لم أتمكّن». في «مني إلي» الذي اختُتم أخيراً، استخدم جوابرة مواد مختلفة بما في ذلك الاكريليك، وقصائده الخاصة التي ترجمها إلى لوحات تشكيلية. يقول: «هذا المعرض تحديداً كان نوعاً من التنفس والتعبير عن الذات، وخصوصاً أنّني استخدمتُ قصائدي التي جُمعت على مدار سنوات. هذه القصائد هي بمثابة مرآة لروحي وذاتي، وقد وظّفتها من أجل العمل الفني. سمّيت المعرض «مني إلي» لأن اللوحات هي عبارة عن حلقات تدور لتعو